اسْمه أقبل الرجل الصَّالح فَالْتَفت فَإِذا أَحْمد الثَّعْلَبِيّ مقبل وَذكره عبد الغافر بن إِسْمَاعِيل الْفَارِسِي فِي تَارِيخ نيسابور وَأثْنى عَلَيْهِ وَقَالَ هُوَ صَحِيح النَّقْل موثوق بِهِ حدث عَن أبي طَاهِر بن خُزَيْمَة وَالْإِمَام أبي بكر بن مهْرَان الْمُقْرِئ وَكَانَ كثير الحَدِيث كثير الشُّيُوخ توفّي سنة سبع وَعشْرين وَأَرْبع مائَة
٣ - (قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين بن خلكان)
أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن خلكان قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين أَبُو الْعَبَّاس الْبَرْمَكِي الإربلي الشَّافِعِي ولد بإربل سنة ثَمَان وست مائَة وَسمع بهَا صَحِيح البُخَارِيّ من أبي مُحَمَّد بن هبة الله بن مكرم الصُّوفِي وَأَجَازَ لَهُ الْمُؤَيد الطوسي وَعبد الْمعز الْهَرَوِيّ وَزَيْنَب الشعرية روى عَنهُ الْمزي والبرزالي والطبقة وَكَانَ فَاضلا بارعاً متفنناً عارفاًُ بِالْمذهبِ حسن الفتاوي جيد القريحة بَصيرًا بِالْعَرَبِيَّةِ عَلامَة فِي الْأَدَب وَالشعر وَأَيَّام النَّاس كثير الِاطِّلَاع حُلْو المذاكرة وافر الْحُرْمَة فِيهِ رياسة كَبِيرَة لَهُ كتاب وفيات الْأَعْيَان وَقد اشْتهر كثيرا وَله مجاميع أدبية
قد الشَّام فِي شبيبته وَقد تفقه بالموصل على كَمَال الدّين بن يُونُس وَأخذ بحلب عَن القَاضِي بهاء الدّين ابْن شَدَّاد وَغَيرهمَا وَدخل مصر وسكنها مُدَّة وتأهل بهَا وناب بهَا فِي الْقَضَاء عَن القَاضِي بدر الدّين السنجاري ثمَّ قدم الشَّام على الْقَضَاء فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع وَخمسين مُنْفَردا بِالْأَمر ثمَّ أقيم مَعَه فِي الْقَضَاء ثَلَاثَة سنة أَربع وَسِتِّينَ وَكَانَ ذَلِك فِي جُمَادَى الأولى جَاءَ من مصر ثَلَاثَة تقاليد لشمس الدّين عبد الله بن مُحَمَّد بن عَطاء الْحَنَفِيّ ولزين الدّين عبد السَّلَام الزواوي الْمَالِكِي وَوَافَقَ الْحَنَفِيّ والحنبلي وَكَانَ الْحَنَفِيّ قبل ذَلِك نَائِبا للشَّافِعِيّ ثمَّ إِن الْأَمر من مصر ورد