عَائِشَة فَحَجَبَتْهُ ثمَّ أَذِنت لَهُ فَقَالَت لَهُ مَا حملك على قتل أهل عذراء حجر وَأَصْحَابه قَالَ يَا أم الْمُؤمنِينَ إِنِّي رَأَيْت قَتلهمْ صلاحاً للأمَّة وَإِن بقاءهم فَسَاد للْأمة فَقَالَت سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول سيقتل بعذراء أناسٌ يغْضب الله لَهُم وَأهل السَّمَاء أما خشيت أَن أخبىء لَك رجلا فيقتلك فَقَالَ لَا إِنِّي فِي بَيت أَمَان وَكَانَ يَقُول عِنْد مَوته إنّ يومي من ابْن الأدبر لطويل وانتحب ابْن عمر لما بلغه قَتله وَنَدم مُعَاوِيَة على قَتله وَعرف مِنْهُ النَّدَم وَالْخَوْف عِنْد الْمَوْت وَقَالَ مَا قتلت أحدا إلاّ وَأَنا أعرف فيمَ قتلته وَمَا أردْت بِهِ مَا خلا حجرا وَكَانَ يُقَال أول ذلٍّ دخل على أهل الْكُوفَة قتل حجر بن عدي وَقَالَت هِنْد ابْنة زيد بن مخرمَة الْأَنْصَارِيَّة حِين سَار حجر إِلَى مُعَاوِيَة من الوافر
(ترفّع أَيهَا الْقَمَر الْمُنِير ... تبصَّر هَل ترى حجرا يسير)
(يسير إِلَى مُعَاوِيَة بن حَرْب ... ليَقْتُلهُ كَمَا زعم الخيبر)
(تجبّرت الجبابر بعد حجرٍ ... فطاب لَهَا الخورنق والسَّدير)
(وأصبحت الْبِلَاد لَهُ محولاً ... كَأَن لم يحيها زمنٌ مطر)
(أَلا يَا حجر حجر بن عديٍ ... تلقّتك السَّلامَة وَالسُّرُور)
(أَخَاف عَلَيْك مَا أردى عليّاً ... وشيخاً فِي دمشق لَهُ زئير)
(فَإِن تهْلك فكلُّ عميد قومٍ ... إِلَى هلكٍ من الدُّنْيَا بَصِير)
وَأنْشد حجرٌ عِنْد قَتله من الطَّوِيل
(كفى بشفاه الْقَبْر بعدا لهالك ... وبالموت قطّاعاً لحبل الْقَرَائِن)
وَقَالَ لأَصْحَابه بِالْكُوفَةِ عِنْد وداعهم من الطَّوِيل
(فَمن لكم مثلي لَدَى كل غارةٍ ... وَمن لكم مثلي ذَا الباس أصحرا)
(وَمن لكم مثلي إِذا الْحَرْب قلَّصت ... وأوضع فِيهَا المستميت وشمّرا)
فأجابته امْرَأَة أنصاريّة من الطَّوِيل
(فَمن صادعٌ بِالْحَقِّ بعْدك نَاطِق ... يتقوى وَمن إِن قيل بالجور عيرًا)
(فَنعم أَخُو الْإِسْلَام أَنْت وإنني ... لأطمع أَن تجنى الخلود وتحبرا)
)
وَقد رُوِيَ الشعران لغَيْرِهِمَا
٣ - (ذُو اللسانين)
حجر بن عقبَة بن حصن بن حُذَيْفَة بن بدر الْفَزارِيّ كَانَ يلقّب ذَات اللسانين لِكَثْرَة شعره وهوالقائل من الطَّوِيل
(ألم يَأْتِ قيسا كلهَا أنّ عزّها ... غَدَاة غدٍ من دارة الدّور ظاعن)