٣ - (ابْن عبد الْوَاحِد)
صريع الدلاء مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد صريع الدلاء وقتيل الغواشي وَالثَّانِي عِنْدِي أحسن لأمرين لِأَنَّهُ فِي الغواشي مَا فِي الدلاء من الْمَعْنى المُرَاد وَلِأَن الغواشي أَكثر شبها فِي اللَّفْظ بالغواني من الدلاء لأَنهم قابلوا بِهِ صريع الغواني وَهُوَ مُسلم بن الْوَلِيد الشَّاعِر الْفَحْل كَمَا قَالُوا صر بعر مُقَابلَة لصر در
ذكره ابْن النجار فَقَالَ بصريّ سكن بَغْدَاد وَكَانَ شَاعِرًا مَاجِنًا مطبوعاً يغلب على شعره الْهزْل والمجون عَارض مَقْصُورَة ابْن دُرَيْد بمقصورةٍ مجن فِيهَا جَاءَ مِنْهَا
(من لم يرد أَن تنتقب نعاله ... يحملهَا فِي كمه إِذا مَشى)
(من دخلت فِي عينه مسلةٌ ... فاساله من سَاعَته عَن الْعَمى)
(من أكل الفحم تسود فَمه ... وَرَاح صحن خَدّه مثل الدجا)
(من صفع النَّاس وَلم يدعهم ... أَن يصفعوه فَعَلَيْهِم اعْتدى)
(من ناطح الْكَبْش تعجر رَأسه ... وسال من مفرقه شبه الدما)
(من طبخ الكرش وَلَا يغسلهُ ... سَالَ على شَاربه مِنْهُ الخرا)
(من فَاتَهُ الْعلم وأخطاه الْغنى ... فَذَاك وَالْكَلب على حدٍ سوى)
(من طبخ الديك وَلَا يذبحه ... طَار من الْقدر إِلَى حَيْثُ يشا)
قَالَ بَعضهم إِن هَذَا الْبَيْت خير من مَقْصُورَة ابْن دُرَيْد فَإِنَّهُ حِكْمَة بَالِغَة
(والدرج يلفى بالغشاء مُلْصقًا ... والسرج لَا يلصق إِلَّا بالغرى)
(والذقن شعرٌ فِي الْوُجُوه نابتٌ ... وَإِنَّمَا الاست الَّتِي تَحت الخصى)
توفّي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَأَرْبع مائَة وَمن شعر صريع الدلاء يمدح فَخر الْملك)
(كَيفَ نلقى بؤساً ودولة فَخر ال ... ملك فِينَا تعم بالإنعام)
(هَكَذَا مَا بَقِي الجديدان يبْقى ... للتهاني مملكاً ألف عَام)
(كل يومٍ لنا بنعماك عيدٌ ... لَا خلت مِنْهُ سَائِر الْأَيَّام)
(فَلهُ الأنعم الجسام اللواتي ... هِيَ مثل الْحَيَاة فِي الْأَجْسَام)
(لم يزل يطْلب المحامد والعل ... يَاء بَين السيوف والأقلام)