٣ - (ابْن ممّاتي)
أسعد أَبُو المكارم ابْن الخطير أبي سعيد مهذب بن مثنا بن زَكَرِيَّاء ابْن أبي قدامَة ابْن أبي مليح مماتي بِفَتْح الميمين وَتَشْديد الثَّانِيَة الْكَاتِب الشَّاعِر كَانَ نَاظر الدَّوَاوِين بالديار المصرية وَفِيه فَضَائِل وَله مصنفات عديدة تشبه تصانيف الثعالبي مِنْهَا تلقين الْيَقِين فِي الْفِقْه كتاب سر الشّعْر وَكتاب علم النثر كتاب الشَّيْء بالشَّيْء يذكر وَعرضه على القَاضِي فَسَماهُ سلاسل الذَّهَب لأخذ بعضه بشعب بعض تَهْذِيب الْأَفْعَال لِابْنِ طريف قرقرة الدَّجَاج فِي شعر ابْن حجاج الفاشوش فِي أَحْكَام قراقوش لطائف الذَّخِيرَة لِابْنِ بسام ملاذ الأفكار وملاذ الِاعْتِبَار سيرة السُّلْطَان صَلَاح الدّين وأخاير الذَّخَائِر كرم النجار فِي حفظ الْجَار عمله للظَّاهِر غَازِي لما قدم عَلَيْهِ حلب ترجمان الجمان مَذَاهِب الْمَوَاهِب باعث الْجلد عِنْد حَادث الْوَلَد الحض على الرضى بالحظ جَوَاهِر الصدف وزواهر السدف قرص العتاب درة التَّاج ميسور النَّقْد المنحل أَعْلَام النَّصْر خَصَائِص الْمعرفَة فِي المعميات روائع الوقائع
كَانَ أحد رُؤَسَاء الْأَعْيَان وَأَصله من نَصَارَى أسيوط قدمُوا مصر وخدموا بهَا وتقدموا وولوا الولايات
قَالَ الْوَزير جمال الدّين القفطي بَلغنِي أَن بعض تجار الْهِنْد قدم إِلَى مصر وَمَعَهُ سَمَكَة مصنوعة من عنبر قد تأنق فِيهَا وطيبت ورصعت بالجواهر فعرضها على بدر الجمالي فسامها من صَاحبهَا فَقَالَ لَا أنقصها من ألف دِينَار شَيْئا فأعيدت إِلَى تاجرها فَقَالَ لَهُ أَبُو الْمليح أَرِنِي هَذِه السَّمَكَة فرآها فَطلب بيعهَا فَقَالَ لَا أنقصها من ألف دِينَار شَيْئا فوزن لَهُ فِيهَا الْألف دِينَار وَتركهَا عِنْده فاتفق أَن شرب يَوْمًا فَقَالَ لندمائه قد اشْتهيت سمكًا هاتم المقلي وَالنَّار حَتَّى نقليه بحضرتنا فجاءوه بمقلى حَدِيد وفحم وَجَاء بِتِلْكَ السَّمَكَة العنبر فوضعها فِي المقلى فَجعلت تتقلى وتفوح روائحها حَتَّى لم يبْق بِمصْر دَار إِلَّا دَخلهَا تِلْكَ الرَّائِحَة وَكَانَ بدر الجمالي جَالِسا وتزايدت الروائح فاستدعى خزانه وَأمرهمْ بِفَتْح خزائنه وتفتيشها خوفًا من حريق يكون قد وَقع فِيهَا فوجدوها سَالِمَة فَقَالَ وَيحكم انْظُرُوا مَا هَذَا)
فتتبعوا ذَلِك حَتَّى وقفُوا على حَقِيقَة الْخَبَر فأعلموه بذلك فَقَالَ هَذَا النَّصْرَانِي الْفَاعِل الصَّانِع أكل أَمْوَالِي واستبد بالدنيا دوني فَلَمَّا كَانَ من الْغَد دخل عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ وَيلك أستعظم وَأَنا ملك شرى سَمَكَة بِأَلف دِينَار وأتركها وتشتريها أَنْت وَلم يكفك ذَلِك حَتَّى تقليها وتذهبها ضيَاعًا فِي سَاعَة وَاحِدَة وَهِي بِأَلف دِينَار مصرية مَا فعلت هَذَا إِلَّا وَقد نقلت بَيت مَالِي إِلَيْك فَقَالَ وَالله مَا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute