(أرَاهُ وَمَا لي وصولٌ إِلَيْهِ ... فراحة قلبيّ أَن لَا أراهُ)
(وَقَالُوا هَوَاك مُقيمٌ مُقيم ... عَلَيْهِ فقلتُ كَمَا هُو كَمَا هُوَ)
٣ - (أَبُو عَليّ الْخَطِيب)
إِسْمَاعِيل بن عَليّ أَبُو عَليّ الْخَطِيب أورد لَهُ صَاحب دمية الْقصر من المتقارب
(قضاءٌ من الْقَادِر الصَّانِع ... مُقامي بذا الْبَلَد الشاسعِ)
(أروحُ وأغدو بِلَا حاجةٍ ... وآوي إِلَى الْمَسْجِد الجامعِ)
قلت أحسن من هَذَا قَول الآخر من السَّرِيع
(من كَانَ مثلي مُفْلساً مقتراً ... فالجامع الْجَامِع ميعادُهُ)
(ينْصَرف النَّاس لأشغالهم ... وَنحن بالحرفة أَو تادهُ)
٣ - (أَبُو الطَّاهِر الْحِمْيَرِي)
إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن يُوسُف أَبُو الطَّاهِر الْحِمْيَرِي من الْمغرب من المهدية سكن مصر وَقَرَأَ بهَا الْأَدَب وَحصل طرفا صَالحا وَقدم بَغْدَاد قَالَ محب الدّين ابْن النجار وَسمع من شُيُوخنَا وَكَانَ شَابًّا وَذكر أَنه من أَوْلَاد الْمعز بن باديس أَمِير الْمغرب علقنا عَنهُ فِي المذاكرة شَيْئا)
من شعره وَشعر غَيره وَكَانَ فَاضلا حسن الْأَخْلَاق وَاجْتمعت بِهِ بِمصْر أَيْضا وَأورد لَهُ فِي جَارِيَة صور على وَجههَا صُورَة حيةٍ بغالية من الطَّوِيل ط
(تبدّت لنا من جَانب السجف غادةٌ ... لَهَا الشَّمْس وجهٌ وَالْكَوَاكِب خالُ)
(فَقلت وَقد لاحَ الهلالُ بوجهها ... مَتى طلعتْ شمسُ الضُّحَى وهلال)
الْهلَال الأول من أَسمَاء الْحَيَّة وَالثَّانِي أحد النيرين قلت وَلَعَلَّ هَذِه الْجَارِيَة هِيَ الَّتِي نظم فِيهَا الشُّعَرَاء بِمصْر وَمِنْهُم الأسعد بن مماني فَإِنَّهُ قَالَ من الْخَفِيف
(نقشتْ حيَّةً على ... روض خدٍّ مزخْرفِ)
(فبدَتْ آيةُ الْكُلِّي ... م على وَجه يوسفِ)
وَقَالَ ابْن مماتي أَيْضا من الطَّوِيل
(قتيلُكِ مَا أذكى الْهوى جُلَّ نارهِ ... إِلَى أَن تجلّى الخدُّ فِي جُلّنارهِ)
(رأى حيّةً فِي وجنتيكِ وعقرباً ... نعم جنّةٌ محفوفةٌ بالمكارهِ)
وللأسعد بن مماتي فِي هَذَا الْمَعْنى عدَّة مقاطيع وَتُوفِّي أَبُو الطَّاهِر الْحِمْيَرِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَدفن بالقرافة