(قد اسْتوْجبَ فِي الحكم ... سُلَيْمَان بن مُخْتَار)
(بِمَا طول من لحي ... ته جزاً بمئشار)
(أَو السَّيْف أَو الْحلق ... أَو التحريق بالنَّار)
(فقد صَار بهَا أشه ... ر من راية بيطار)
فأنشدت للمهدي فَضَحِك وسارت الأبيات فَقَالَ أسيد بن أسيد الْأَزْدِيّ وَكَانَ وافر اللِّحْيَة يَنْبَغِي لأمير الْمُؤمنِينَ أَن يكف هَذَا الماجن عَن النَّاس فَبلغ ذَلِك آدم فَقَالَ
(لحية طَالَتْ وتمت ... لأسيد بن أسيد)
(كشراع من عباء ... قطعت حَبل الوريد)
)
(يعجب النَّاظر مِنْهَا ... من قريب وبعيد)
(هِيَ إِن زَادَت قَلِيلا ... قطعت حَبل الْبَرِيد)
٣ - (آدم بن أبي إِيَاس)
٣ - (عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد أَبُو الْحسن الْعَسْقَلَانِي)
مولى بني تيم أَو تَمِيم أَصله من خُرَاسَان وَنَشَأ ببغداذ وَطلب الْعلم ورحل إِلَى الْبِلَاد واستوطن عسقلان وَكَانَ صَالحا من الأبدال لما احْتضرَ ختم الْقُرْآن وَهُوَ مسجى ثمَّ قَالَ بمحبتي لَك إِلَّا رفقت بِي فِي هَذَا المصرع فَلهَذَا الْيَوْم كنت أؤملك ثمَّ قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله ثمَّ قضى اسند الحَدِيث عَن شُعْبَة وَخلق كثير وروى عَنهُ البُخَارِيّ وَغَيره وَاتَّفَقُوا على صدقه وثقته وزهده وورعه وَتُوفِّي سنة عشْرين وَمِائَتَيْنِ
(من اسْمه أباجو)
٣ - (أباجو الْأَمِير ركن الدّين)
كَانَ من أكبر الْأُمَرَاء الْمَشَاهِير وَكَانَ خيرا جيدا وَهُوَ الَّذِي غناهُ نَاصِر الدّين حسن ابْن النَّقِيب فِي قَوْله
(الْمجد وَالشَّمْس مكي ... كبكجري وأباجو)
(هذاك عذب فرات ... وَذَاكَ ملح أجاج)
وَكَانَ الْمجد وَالشَّمْس مكي حاجبين للصاحب بهاء الدّين بن حنا فَلَمَّا بلغه ذَلِك أمسك بكجرى وَقَالَ يَا خوند ابْن النَّقِيب هجاك ومدح الْأَمِير ركن الدّين أباجو أَو شبهكما يَا خوند بالنقيبين اللَّذين قدامي يَا خوند وأنشده الْبَيْتَيْنِ فَطلب بكجرى ابْن النَّقِيب وضربه بالعصا ورماه فِي الْحَبْس فَبَقيَ مُدَّة إِلَى أَن يشفع فِيهِ وَتُوفِّي أباجو بغزة سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وست مائَة