وَقَالَ وَقد أنزل من عوده وَدَفنه من الوافر
(خليلي لَو تَرَى فِي حمصِ دَفْني ... أبي لهَجَرْتَ طَعْمَك والمَناما)
(أُواريه بِسَتْرٍ مِنَ ضرَيحٍ ... كأنّي مُغمِدٌ مِنْهُ حُساما)
(كَأَنَّ محَاجِري وَرَثَتْ ... عَشيّةَ قُمْتُ أدْفِنُه غَماما)
وَقَالَ وَقد توفّيت والدته من الطَّوِيل
(طَوّى القَمَرينِ التُربُ عَن أعْين الورى ... بميْتِ عُلىّ مَاتَت على إثْرِه العِرسُ)
(فَأصبْحَت الغَبْراءُ خضراءَ مِنْهُما بآيَةِ ... مَا قد حَلَّها البدرُ والشمسُ)
وَقَالَ يصف خِيلاناً من الوافر
(وللألْبابِ مِنْ خَدَّيْ سُلَيمَى ... دَوَاعٍ للجُنونِ وَللْفُتونِ)
(وَمَا الخيلانُ أَبْصَرَ من رَآهَا ... أَلا رَدَّ الحَديثَ إِلَى يَقينِ)
)
(ولكنْ فَوْق صَفْحتِها صقالُ ... تَمثَّلَ فِيهِ أحْداقُ الجُفونِ)
قلت شعر جيّد فِيهِ الغَوص
٣ - (أَمِير الْمُؤمنِينَ المستكفي بِاللَّه)
سُلَيْمَان بن أَحْمد بن الْحسن بن أبي بكر بن عليّ لن أَمِير الْمُؤمنِينَ المسترشد هُوَ أَمِير الْمُؤمنِينَ أَبُو الرّبيع المستكفي بِاللَّه ابْن الْحَاكِم بِأَمْر الله الْهَاشِمِي العبّاسي الْبَغْدَادِيّ الأَصْل الْمصْرِيّ المولد وُلد سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ أَو فِي الَّتِي قبلهَا وَقَرَأَ واشتغل قَلِيلا وخُطب لَهُ عِنْد وَفَاة وَالِده سنة إِحْدَى وَسبع مائَة
وفوّض جَمِيع مَا يتعلّق بِهِ من الحلّ وَالْعقد إِلَى السُّلْطَان الْملك النَّاصِر محمّد وَسَار مَعًا إِلَى غَزْو التتار وشهدا مَصافَّ شقحب وَدخل دمشق فِي شهر رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَسبع مائَة وَهُوَ مَعَ السُّلْطَان رَاكب وَجَمِيع كبراء الْجَيْش مشَاة وَعَلِيهِ فرجيّة سَوْدَاء مطرّزة وعماّمة كَبِيرَة بَيْضَاء بعذبة طَوِيلَة وَهُوَ متقلّد سَيْفا عربيّاً محَلىَّ ولّما فُوِّض الْأَمر إِلَى الْأَمِير ركن الدّين بيبرس الجاشنِكير وقلّده السلطنة بعد توجّه السُّلْطَان الْملك النَّاصِر إِلَى الكرك ولُقِّب المظفّر لَهُ الْهَوَاء وألْبسه خلْعة السلطنة فرجيّةً سَوْداء مدوّرةً فَركب بذلك والوزير حَامِل عَلَى رَأسه التَّقْلِيد من إنْشَاء القَاضِي عَلَاء الدّين ابْن عبد الظَّاهِر أوّله أنّه من سُلَيْمَان وأنّه بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم هَذَا عقد لَا عهدَ الْملك بِمثلِهِ وَقَدْ رَأَيْته أَنا بِالْقَاهِرَةِ غير مرّة وَهُوَ تامّ الشكل ذهبيّ اللَّوْن يعلوه هَيْبَة ووقار وَكَانَ يركب فِي الميدان إِذا لعب السُّلْطَان وَعَلَى كتفه جوكان وَهُوَ يُسَيرِّ فرسه وَلَا يضْرب الكرة وَلَا يمشي مَعَه أحد وَإِذا عَاد السُّلْطَان إِلَى القلعة ركب قدّامه
ولّما جُرح