الْمصْرِيّ بن الجُمَّيْزي الشَّافِعِي الْخَطِيب المدرِّس ابْن بنت أبي الفوارس ولد سنة تسع وَخمسين وَخمْس مائَة وتوفِّي سنة تسع وَأَرْبَعين وست مائَة حفظ الْقُرْآن وَهُوَ ابْن عشر سِنِين أَو أقل ورحل مَعَ أَبوهُ وَسمع بِدِمَشْق ورحل مَعَ أَبِيه إِلَى بغداذ وَقَرَأَ بالقراءات الْعشْر على أبي الْحسن عَليّ بن عَسَاكِر البَطائحي بكتابه الَّذِي صنَّفه فِي الْقرَاءَات وَهُوَ آخر من قَرَأَ عَلَيْهِ وَآخر من روى عَنهُ بِالسَّمَاعِ وَسمع بالإسكندرية من السِّلفي وتفرَّد عَنهُ بأَشْيَاء وَعَن غَيره وتفقَّه بِمصْر على أبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن مَنْصُور القَرافي وخطب مُدَّة بِجَامِع الْقَاهِرَة وَكَانَ رَئِيس الْعلمَاء بِالْقَاهِرَةِ فِي وقته معظَّماً عِنْد الخاصَّة والعامَّة وَلَا يُعلمُ أحدٌ سمع من السِّلفي وَابْن عَسَاكِر وشُهْدَة سواهُ إلَاّ الْحَافِظ عبد الْقَادِر بن عبد الله وروى عَنهُ خلقٌ من أهل دمشق وَأهل مَكَّة وَأهل مصر مِنْهُم الزكيَّان الْمُنْذِرِيّ والبِرْزلي وَابْن النجَّار والدمياطي وَابْن دَقِيق الْعِيد وَجَمَاعَة
٣ - (نور الدّين بن الشهَاب الشَّافِعِي)
عليّ بن هبة الله بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن حَمْزَة نور الدّين بن الشهَاب الإسنائي كَانَ فقيهَّ مُفتياً سمع من الشَّيْخ تَقِيّ الدّين بن دَقِيق الْعِيد والحافظ عبد الْمُؤمن وقاضي الْقُضَاة بدر الدّين بن جمَاعَة وَحفظ مُخْتَصر مُسلم للمُنذري وَأخذ الْفِقْه عَن الشَّيْخ بهاء الدّين هبة الله بن عبد الله بن سيِّد القِفطي وَالشَّيْخ جلال الدّين أَحْمد الدِّشناوي وبرع فِي الْفِقْه وَكتب الروضةَ بخطِّه بمكَّة لمَّا حجّ وَهُوَ أوَّل من أدخلها قُوص وَكَانَ يستحضر أَكْثَرهَا وغالبها وتولَّى الحكم بأُدْفو وقِنا وَكَانَت طَرِيقَته حَسَنَة ودرَّس بالعزِّيَّة بقُوص والمدرسة المجديَّة ورباط ابْن الْفَقِيه نَصر ودرَّس بدار الحَدِيث بقُوص ودارت عَلَيْهِ الْفَتْوَى وَكَانَ فِيهَا مُسدَّداً وَكَانَ أمَّاراً بِالْمَعْرُوفِ نهَّاءً عَن الْمُنكر وَله تَهَجُّدٌ فِي اللَّيْل وَكَانَ مَهيباً متواضعاً وتزوَّج بأخت الصاحب نجم الدّين حَمْزَة بن الأصْفوني ولمَّا توفّي طُلب أَصْحَابه فهرب الشَّيْخ وتغيَّب سبعين يَوْمًا حفظ فِيهَا المنتخَب فِي الأُصول وَتُوفِّي بقوص سنة سبع وَسبع مائَة