إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن مُحَمَّد السّلمِيّ المغربي الْمَعْرُوف بالقطب الْمصْرِيّ قدم خُرَاسَان وَقَرَأَ على الإِمَام فَخر الدّين وَكَانَ من كبار تلامذته وصنف فِي الْحِكْمَة وَشرح كليات القانون بكمالها وَقتل فِيمَن قتل بنيسابور عِنْد دُخُول التتار إِلَيْهَا فِي سنة ثَمَانِي عشرَة وست مائَة قَالَ ابْن أبي أصيبعة فِي تأريخ الْأَطِبَّاء وَهُوَ فِي شرح الكليات يفضل المسيحي وَابْن الْخَطِيب على ابْن سينا وَهَذَا نَصه والمسيحي أعلم بصناعة الطِّبّ من الشَّيْخ أبي عَليّ لِأَن مَشَايِخنَا كَانُوا يرجحونه على جمع عَظِيم مِمَّن هُوَ أفضل من أبي عَليّ فِي هَذَا الْفَنّ وَقَالَ أَيْضا وَعبارَة)
المسيحي أوضح وَأبين مِمَّا قَالَه الشَّيْخ فَإِن غَرَضه تَقْيِيد الْعبارَة من غير قائدة وَقَالَ فِي تَفْضِيل ابْن الْخَطِيب على الشَّيْخ فَهَذَا مَا ينخل من كَلَام الْإِمَامَيْنِ الْمُتَقَدّم والمتأخر عَنهُ زَمَانا الرَّاجِح عَلَيْهِ علما وَعَملا واعتقاداً ومذهباً انْتهى قلت كن الإِمَام فَخر الدّين رَحمَه الله كَانَ يفهم من أنفاس القطب الحض على الرئيس لِأَنَّهُ حُكيَ أَنَّهُمَا دخلا يَوْم أضحى على خوارزم شاه يهنيانه بالعيد وجلسا نَاحيَة وَتلك الْأَضَاحِي تنحر ففكر الإِمَام ودمعت عينه فَقَالَ لَهُ القطب مِم بكاؤك يَا إِمَام قَالَ فِي هَذِه الْأَنْعَام وَمَا يراق من دمائها فِي هَذَا الْيَوْم فِي أقطار الأَرْض فَقَالَ القطب مَا فِي هَذَا شَيْء حَيَوَان خسيس أُبِيح دَمه لمصْلحَة حَيَوَان شرِيف فَقَالَ لَهُ الإِمَام إِن كَانَ الْأَمر كَمَا قلت فَأَنت يَنْبَغِي أَن تذبح للرئيس أبي عَليّ ابْن سينا أَو كَمَا قيل
٣ - (الزَّوَال الأندلسي)
إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عبد الله بن أغلب الْخَولَانِيّ الأديب الأندلسي الْمَعْرُوف بالزوال بالزاي وَالْوَاو وَالْألف وَاللَّام سمع وروى وَقَالَ الشّعْر وَتُوفِّي سنة سِتّ عشرَة وست مائَة وَمن شعره
٣ - (عين بصل الحائك)
إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن خَلِيل الْحَرَّانِي الْمَعْرُوف بِعَين بصل شيخ حائك كَانَ عامياً أُمِّيا أناف على الثَّمَانِينَ وَتُوفِّي رَحمَه الله سنة تسع وَسبع مائَة قَصده قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين ابْن خلكان رَحمَه الله واسنتشده شَيْئا من شعره فَقَالَ أما الْقَدِيم فَمَا يَلِيق وَأما نظم الْوَقْت الْحَاضِر فَنعم وأنشده
(وَمَا كل وقتٍ فِيهِ يسمح خاطري ... بنظم قريض رائق اللَّفْظ وَالْمعْنَى)