وروى المَسْعُودِيّ فِي شرح المقامات الحريرية إِن الْمهْدي لما دخل الْبَصْرَة رأى إِيَاس بن مُعَاوِيَة وَهُوَ صبي وَخَلفه وقدامه أَرْبَعمِائَة طيلسان من الْعلمَاء وَغَيرهم فَقَالَ الْمهْدي أُفٍّ لهَذِهِ العثانين أما كَانَ فيهم شيخ يتقدمهم غير هَذَا الْحَدث ثمَّ قَالَ لَهُ الْمهْدي كم سنك فَقَالَ سني أَطَالَ الله بَقَاء أَمِير الْمُؤمنِينَ سنّ أُسَامَة بن زيد بن حَارِثَة لما ولاه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ)
وَسلم جَيْشًا فيهم أَبُو بكر وَعمر رَضِي الله عَنْهُمَا فَقَالَ تقدم بَارك الله فِيك وَكَانَ سنة سبع عشرَة سنة قلت وَفِيه يعد لِأَن إياساً توفّي فِي دولة بني أُميَّة وَقَالَ إِيَاس فِي الْعَام الَّذِي مَاتَ فِيهِ رَأَيْت فِي الْمَنَام كَأَنِّي وَأبي على فرسين فجريا مَعًا فَلم أسبقه وَلم يسبقني وعاش أبي سِتا وَسبعين سنة وَأَنا فِيهَا فَلَمَّا كَانَ آخر لياليه قَالَ أَتَدْرُونَ أَي لَيْلَة هَذِه استكملت فِيهَا عمر أبي ونام فَأصْبح مَيتا
أَيَّانَ الْأَمِير سيف الدّين الساقي الناصري كَانَ أَمِيرا بِمصْر يسكن فِي حكرجوهر النوبي شرى دَار الْأَمِير شرف الدّين أَمِير حُسَيْن بن جندر وَلما عَاد ابْن جندر إِلَى الْقَاهِرَة أَرَادَ ارتجاعها مِنْهُ فَدخل أَيَّانَ على الْأَمِير سيف الدّين بكتمر الساقي فَمَنعه مِنْهَا وَكَانَ السُّلْطَان قد رسم بإعادتها إِلَيْهِ ثمَّ إِنَّه أخرج إِلَى دمشق أَمِيرا فَمَكثَ بهَا مُدَّة ثمَّ إِنَّه طلبه قوصون أَيَّام الْأَمِير عَلَاء الدّين ألطنبغا إِلَى مصر فَتوجه وَعَاد حاجباً صَغِيرا وتعاظم إِلَى أَن جهز إِلَى حمص نَائِبا فَأَقَامَ بهَا قَرِيبا من تِسْعَة أشهر ثمَّ عزل بالأمير سيف الدّين قطلقتمر الخليلي وجهز أَيَّانَ إِلَى غَزَّة مقدم عَسْكَر فَتوجه إِلَيْهَا مكْرها فَأَقَامَ بهَا مُدَّة شهر أَو أَكثر وَمرض مُدَّة اثْنَي عشر يَوْمًا وَتُوفِّي بهَا وَحمل إِلَى الْقُدس وَدفن بِهِ ووفاته فِي ثَالِث شهر رَجَب سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة
[أيبك]
٣ - (الْملك الْمعز التركماني)
أيبك بن عبد الله الصَّالِحِي الْملك الْمعز عز الدّين الْمَعْرُوف بالتركماني كَانَ مَمْلُوك الْملك الصَّالح نجم الدّين أَيُّوب اشْتَرَاهُ فِي حَيَاة أَبِيه الْكَامِل