٣ - (قَائِد الْعَزِيز)
فضل الْقَائِد الْمصْرِيّ كَانَ من أكبر قواد الْعَزِيز قربه الْحَاكِم وَأَدْنَاهُ ثمَّ إِنَّه نقم عَلَيْهِ وَضرب عُنُقه سنة تسع وَتِسْعين وثلاثمائة وَإِلَيْهِ تنْسب منية الْقَائِد
٣ - (جَارِيَة المتَوَكل)
فضل جَارِيَة المتَوَكل الشاعرة كَانَت من مولدات الْيَمَامَة لم يكن فِي زمانها امْرَأَة أفْصح مِنْهَا وَلَا أشعر أدبها رجل من عبد الْقَيْس
توفيت فِي حُدُود السِّتين والمائتين قَالَ لَهَا يَوْمًا عَليّ بن الجهم
(لَاذَ بهَا يشتكي إِلَيْهَا ... فَلم يجد عِنْدهَا ملاذا)
فَقَالَ لَهَا المتَوَكل أجيزي فَقَالَت
(وَلم يزل ضارعاً إِلَيْهَا ... تهطل أجفانه رذاذا)
(فعاتبوه فَزَاد عشقاً ... فَمَاتَ وجدا فَكَانَ مَاذَا)
وَقَالَ ابْن المعتز كَانَت تهاجي الشُّعَرَاء ويجتمع عِنْدهَا الأدباء
وَلها فِي الْخُلَفَاء وَسَائِر الْمُلُوك مدائح كَثِيرَة وَكَانَت تتشيع وتتعصب لأهل مذهبها وتقضي حوائجهم بجاهها عِنْد الْمُلُوك والأشراف
وعشقت سعيد بن حميد الْكَاتِب وَكَانَ من أَشد النَّاس نصبا وانحرافاً عَن آل الْبَيْت رَضِي الله عَنْهُم وَكَانَت فضل نِهَايَة فِي التَّشَيُّع فَلَمَّا هويت سعيداً انقلبت إِلَى مذْهبه وَلم تزل على ذَلِك إِلَى أَن توفيت وَمن قَوْلهَا فِيهِ
(يَا حسن الْوَجْه سيء الْأَدَب ... شبت وَأَنت الْغُلَام فِي الْأَدَب)
وَيحك إِن القيان كالشرك الْمَنْصُوب بَين الْغرُور وَالْكذب
(بَينا تشكى إِلَيْك غذ خرجت ... من لحظات الشكوى إِلَى الطّلب)
(فلحظ هَذَا ولحظ ذَاك وَذَا ... لحظ محب بِعَين مكتسب)
قَالَ أَبُو الْفرج الْأَصْبَهَانِيّ حَدثنِي جَعْفَر بن قدامَة حَدثنِي سعيد بن حميد قَالَ قلت لفضل الشاعرة أجيزي)
من لمحب أحب فِي صغره فَقَالَت غير متوقفة فَصَارَ أحدوثةً على كبره