للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣ - (ابْن الاسكندراني مُحَمَّد بن أيبك بن عبد الله نَاصِر الدّين ابْن عز الدّين)

الاسكندراني كَانَ وَالِده نايب لرحبة أَيَّام الظَّاهِر وَلما كنت بالرحبة رَأَيْت كتب السُّلْطَان إِلَى وَالِده كَانَ نَاصِر الدّين هَذَا مِمَّن جمع بَين حسن الصُّورَة وَحسن الْأَوْصَاف ووفور الْعقل والرياسة والحشمة تأبى لما مَاتَ وَالِده تأبيا كَبِيرا وَمنع مماليكه وغلمانه من جر شُعُورهمْ وهلب أَذْنَاب خيله وَتقدم إِلَى الطباخ وَعمل الطَّعَام وَمد السماط للنَّاس وسقاهم السكر والليمون وَكَانَ فِي شهر رَمَضَان وأباع التَّرِكَة وَجَمعهَا وأوفى دين وَالِده وَحلف من لم يكن لَهُ بَينه وَأَعْطَاهُ وَوصل إِلَى دمشق وَخرج عَن أُمُور كَانَ يعانيها وَتَابَ ولازم الصَّلَاة وَالصِّيَام وَركب وَخرج إِلَى أَرض الخرجلة وَهُوَ صايم فَمر بِهِ الحصان على نهر فَرَمَاهُ وطلبوه فِي النَّهر فَلم يجدوه إِلَّا بعد يَوْمَيْنِ قد تعلق فِي سياج بمهمازه وَحصل الأسف عَلَيْهِ وحزن النَّاس عَلَيْهِ حزنا عَظِيما لمحاسن حواها وَكَانَ غرقه سنة خمس وَسبعين وست ماية وَله دون الْعشْر سنة وَسَيَأْتِي ذكر وَالِده

٣ - (ابْن أَبِيك الطَّوِيل مُحَمَّد بن أَبِيك الْأَمِير صَلَاح الدّين)

الْمَعْرُوف بِابْن أيبك الطَّوِيل تنقل فِي المباشرات فباشر شدّ السَّاحِل وَولَايَة الْولَايَة بالصفقة الْقبلية ثمَّ تنقل فِي نِيَابَة الرحبة وجعبر مَرَّات وَكَاد فِي وَاقعَة الْأَمِير سيف الدّين تنكز أَن ينعطب لِأَنَّهُ كَانَ فِي جعبر نايبا وَكَانَ قد أودع عِنْده زرد خاناه وَطلب إِلَى مصر عقيب إمْسَاك تنكز فَأصْلح أمره وَعَاد وَلما كَانَ فِي آخر الْأَمر جهز إِلَى صفد صُحْبَة الامراء الَّذين رسم بتجهيزهم إِلَى مَحل اقطاعهم فَأَقَامَ قَرِيبا من نصف سنة وَتُوفِّي بهَا رَحمَه الله تَعَالَى فِي الْعشْر الْأَوَاخِر من شهر ربيع الآخر تسع وَأَرْبَعين وَسبع ماية فِي طاعون صفد

الرهاوى مُحَمَّد بن أَيمن الرهاوى قَالَ فِي تَتِمَّة الْيَتِيمَة كَانَ يُعَارض أَبَا الْعَتَاهِيَة ويجرى فِي طَرِيقه من شعره)

(أَن المكارم كلهَا لَو حصلت ... رجعت بجملتها إِلَى شَيْئَيْنِ)

(تَعْظِيم أَمر الله جلّ جَلَاله ... والسعى فِي إصْلَاح ذَات الْبَين)

وَقَالَ

(أَنا ننافس فِي دنيا مُفَارقَة ... وَنحن قد نكتفي مِنْهَا بادناها)

(حذرتك الْكبر لَا يعلقك ميسمه ... فَإِنَّهُ ملبس نازعته الله)

<<  <  ج: ص:  >  >>