٣ - (ابْن غَازِي)
الفقاعي مُحَمَّد بن غَازِي الْموصِلِي يعرف بالفقاعي شربدار السِّت ربيعَة خاتون أُخْت الْعَادِل لَهُ شعر توفّي سنة تسع وَعشْرين وست مائَة
الْعَزِيز الظَّاهِر غَازِي مُحَمَّد بن غَازِي بن يُوسُف السُّلْطَان الْملك الْعَزِيز غياث الدّين ابْن السُّلْطَان الْملك الظَّاهِر ابْن السُّلْطَان صَلَاح الدّين صَاحب حلب
ولي بعد وَالِده وَله أَربع سِنِين أنحوها وَجعل اتابكه الطواشي طغريل وَأقر الْعَادِل الْكَبِير ذَلِك وأمضاه لأجل الصاحبة وَالِدَة الْعَزِيز لِأَنَّهَا هِيَ بنت الْعَادِل وَكَانَت هِيَ الْكل وَكَانَ فِيهِ عدل وشفقة وتودد وميل إِلَى الدّين
توفّي شَابًّا طرياً وَله نَيف وَعِشْرُونَ سنة وَخلف وَلَده الْملك النَّاصِر يُوسُف صَغِيرا فأقاموه بعده فِي الْملك وَكَانَت وَفَاة الْعَزِيز سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وست مائَة الْكَامِل صَاحب ميافارقين مُحَمَّد بن غَازِي بن مُحَمَّد بن أَيُّوب بن شادي السُّلْطَان الْملك الْكَامِل نَاصِر الدّين أَبُو الْمَعَالِي ابْن المظفر بن الْعَادِل صَاحب ميافارقين
تملك الْبَلَد بعد وَفَاة أَبِيه سنة خمس وَأَرْبَعين وست مائَة كَانَ ملكا جَلِيلًا دينا خيرا عَالما مهيباً شجاعاً محسناً إِلَى الرّعية كثير التَّعَبُّد والخشوع لم يكن فِي بَيته من يضاهيه اسْتشْهد بأيدي التتار بعد أَخذ ميافارقين وَقطع رَأسه وطيف بِهِ فِي الْبِلَاد بالمغاني والطبول ثمَّ علق بسور بَاب الفراديس سنة ثَمَان وَخمسين وست مائَة
فَقَالَ بعض الشُّعَرَاء فِي ذَلِك وَقد دفنُوا رَأسه فِي مَسْجِد الرَّأْس دَاخل بَاب الفراديس
(أَيْن غازٍ غزا وجاهد قوما ... أثخنوا فِي الْعرَاق والمشرقين)
(ظَاهرا غَالِبا وَمَات شَهِيدا ... بعد صبرٍ عَلَيْهِم عَاميْنِ)
(لم يشنه أَن طيف بِالرَّأْسِ مِنْهُ ... فَلهُ أُسْوَة بِرَأْس الْحُسَيْن)
وَافق السبط فِي الشَّهَادَة وَالْحمل لقد حَاز أجره مرَّتَيْنِ
(ثمَّ واروا فِي مشْهد الرَّأْس ذَاك ... الرَّأْس فاستعجبوا من الْحَالين)
وارتجوا انه يَجِيء لَدَى الْبَعْث رَفِيق الْحُسَيْن فِي الجنتين