كف بَصَره آخر عمره قَالَ كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي اجْتمعت بِهِ كثيرا وأنشدني من شعره وألغازه وَتُوفِّي بفرجوط فِي المحرَّم سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة وَأورد لَهُ السَّرِيع
(وشاعر يزْعم من غرَّة ... وفرط جهل أَنه يشْعر)
(يصنف الشّعْر وَلكنه ... يحدث من فِيهِ وَلَا يشْعر)
وَأورد لَهُ فِي النبق الْبَسِيط
(انْظُر إِلَى النبق فِي الأغصان منتظماً ... وَالشَّمْس قد أخذت تجلوه فِي القضب)
(كَانَ صفرته للناظرين غَدَتْ ... تحكي جلاجل قد صيغت من الذَّهَب)
٣ - (شمس الدّين ابْن الْموصِلِي الشَّافِعِي)
مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم ابْن رضوَان بن عبد الْعَزِيز البعلي المولد الشَّافِعِي الْمَذْهَب الشَّيْخ شمس الدّين الْمَعْرُوف بِابْن الْموصِلِي سَأَلته عَن مولده فَقَالَ سنة تسع وَتِسْعين وست مائَة وَقَرَأَ الْقُرْآن الْكَرِيم فِي مَسْجِد الْحَنَابِلَة على الشَّيْخ شُجَاع الدّين عبد الرَّحْمَن بن عَليّ خَادِم الشَّيْخ شرف الدّين اليونيني وَعلي ابْن أَخِيه الشَّيْخ مُحَمَّد الْأَعْرَج ببعلبك وَسمع الحَدِيث من الشَّيْخ قطب الدّين اليونيني وعَلى الشَّيْخ شمس الدّين مُحَمَّد بن أبي الْفَتْح الْحَنْبَلِيّ وعَلى الشَّيْخ عفيف الدّين إِسْحَاق بن يحيى الْآمِدِيّ وعَلى شيخ الْإِسْلَام جمال الدّين يُوسُف الْمزي وعَلى الشَّيْخ شمس الدّين الذَّهَبِيّ وعَلى الشَّيْخ جمال الدّين يُوسُف العزازي بطرابلس وعَلى الشَّيْخ بدر الدّين ابْن مكي وعَلى قَاضِي الْقُضَاة محيي الدّين ابْن جهبل وَغَيرهم وَأخذ الْفِقْه عَن شيخ الْإِسْلَام قَاضِي الْقُضَاة شرف الدّين الْبَارِزِيّ بحماة وَعَن أقضى الْقُضَاة بدر الدّين مُحَمَّد التبريزي قَاضِي بعلبك وَعَن أقضى الْقُضَاة جمال الدّين الخابوري وَعَن قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين مُحَمَّد بن الْمجد البعلي وَعَن الشَّيْخ الْعَالم نجم الدّين أَحْمد بن الشَّيْخ شهَاب الدّين أَحْمد بن بَابا)
جوك وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن الشَّيْخ شمس الدّين ابْن الْمجد البعلي وَعَن الشَّيْخ بدر الدّين ابْن مكي وَغَيرهمَا وَله من التصانيف كتاب غَايَة الْإِحْسَان فِي تَفْسِير قَوْله تَعَالَى إِن الله يَأْمر بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَان النَّحْل وَكتاب بهجة الْمجَالِس ورونق الْمجَالِس خمس مجلدات يتَضَمَّن الْكَلَام على آيَات كريمات وَغَيرهَا وَكتاب لوامع الْأَنْوَار نظم مطالع الْأَنْوَار لِابْنِ قرقول ونظم الْمِنْهَاج للنووي وَكتاب الدّرّ المنتظم فِي نظم أسرار الْكَلم وَهُوَ نظم كتاب فقه اللُّغَة
وَكتب إِلَيّ وَهُوَ بطرابلس يقبل الأَرْض وَينْهى أَن الْمَمْلُوك لم يزل يلتقط من فرائد أسفار السفار فوائدغ أَخْبَار الأخيار ويبحث عَن كنوز الْعلم ومعادن الْأَدَب ليفوز مِنْهَا بمطلب يُخَفف عَنهُ مُؤنَة الطّلب حَتَّى سمع عَن سجايا مَوْلَانَا الْكَرِيمَة مَا هُوَ ألطف من النسيم وَأحلى من الضَّرْب بل ألذ من منادمة الحبيب وَقد سلف الْمُحب سلاف الشنب فَمن مشبب بقصبات سبق مَوْلَانَا فِي الْفَضَائِل وَلَا تشبيب الْقصب وَمن متغن بل مستغن بِوَصْف شمائله عَن اطلَاع شموس