(كَأَنَّهُ لما أَضَاء بالدجا ... يفتر عَن ثغر الشهَاب سحرًا)
٣ - (عَليّ بن حَمْزَة)
الْكسَائي عَليّ بن حَمْزَة بن عبد الله بن فَيْرُوز الْأَسدي مَوْلَاهُم الْكُوفِي إِنَّمَا قيل لَهُ الْكسَائي لِأَنَّهُ دخل الْكُوفَة وأتى حَمْزَة بن حبيب الزيات وَهُوَ ملتف بكساء فَقَالَ حَمْزَة من يقْرَأ فَقيل لَهُ صَاحب الكساء فَبَقيَ علما عَلَيْهِ وَقيل بل أحرم فِي كسَاء شيخ الْقُرَّاء وَأحد السَّبْعَة وَإِمَام النُّحَاة نزل بَغْدَاد وأدب الرشيد ثمَّ أَوْلَاده قَرَأَ الْقُرْآن على حَمْزَة الزيات أَربع مَرَّات وَقَرَأَ على مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن ابْن أبي ليلى عرضا وروى عَن جَعْفَر الصَّادِق وَالْأَعْمَش وَسليمَان بن أَرقم وَأبي بكر ابْن عَيَّاش وَاخْتَارَ لنَفسِهِ قِرَاءَة صَارَت إِحْدَى الْقرَاءَات السَّبع
وَتعلم النَّحْو على كبر سنه وجالس الْخَلِيل فِي الْبَصْرَة وَكَانُوا يكثرون عَلَيْهِ حَتَّى لَا يضبطهم
وَكَانَ يجمعهُمْ وَيجْلس على كرْسِي وَيَتْلُو الْقُرْآن من أَوله إِلَى آخِره وهم يسمعُونَ ويضبطون عَنهُ حَتَّى المقاطع والمبادئ مَاتَ مَعَ الرشيد فِي قَرْيَة زنبويه وَمَات مَعَه مُحَمَّد بن الْحسن فَقَالَ الرشيد لما عَاد إِلَى الْعرَاق دفنت النَّحْو وَالْفِقْه بزنبويه وَذَلِكَ سنة تسع وَثَمَانِينَ وَمِائَة
وزنبويه بِالريِّ وَلم يكن لَهُ فِي الشّعْر يَد حَتَّى قيل إِنَّه لَيْسَ فِي عُلَمَاء الْعَرَبيَّة أَجْهَل مِنْهُ بالشعر
اجْتمع يَوْمًا بِمُحَمد بن الْحسن فِي مجْلِس الرشيد فَقَالَ الْكسَائي من تبحر فِي علم يهدى إِلَى جَمِيع الْعُلُوم فَقَالَ لَهُ مُحَمَّد بن الْحسن مَا تَقول فِي من سَهَا فِي سُجُود السَّهْو هَل يسْجد مرّة أُخْرَى فَقَالَ الْكسَائي لَا قَالَ لماذا قَالَ لِأَن النُّحَاة يَقُولُونَ التصغير لَا يصغر وَقيل إِن هَذِه جرت لمُحَمد بن الْحسن وَالْفراء النَّحْوِيّ فَقَالَ مُحَمَّد بن الْحسن فَمَا تَقول فِي تَعْلِيق الطَّلَاق بِالْملكِ قَالَ لَا يَصح قَالَ لم قَالَ لِأَن السَّيْل لَا يسْبق الْمَطَر وَسَيَأْتِي ذكر مَا)
جرى لَهُ مَعَ سِيبَوَيْهٍ فِي تَرْجَمته إِن شَاءَ الله تَعَالَى
وَكتب إِلَى الرشيد يشكو الْعزبَة من الْكَامِل
(قل للخليفة مَا تَقول لمن ... أَمْسَى إِلَيْك بِحرْمَة يُدْلِي)
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute