(وَلما مضوا واعتضت مِنْهُم عِصَابَة ... دعوا بالتناسي فاغتنمت التناسيا)
(وخلَفت فِي غزنين لَحْمًا كمضغةٍ ... على وضمٍ للطير للْعلم نَاسِيا)
(فأبدلت أَقْوَامًا وَلَيْسوا كمثلهم ... معَاذ إلهي أَن يَكُونُوا سواسيا)
وَهِي طَوِيلَة
قلت شعر جيد وَيَا عجبا كل الْعجب من نظم مثل هَذَا الرجل هَذَا النّظم إِذْ لَيْسَ هَذَا فنّه وَلَا عرف بِهِ ذَلِك فضل الله
٣ - (أَبُو الْمُخْتَار النوبندجاني)
أَحْمد بن مُحَمَّد أَبُو الْمُخْتَار الشريف الْعلوِي النّوبندجاني ذكره الْعِمَاد الْكَاتِب فِي الخريدة فَقَالَ شَاعِر مفلق كثير الشّعْر كَانَ معاصر الأرجاني وطبقته وَمن شعره
(اخضرَّ بالزّغب المنمنم خدّه ... فالخدُّ ورد بالنفسج معلم)
(يَا عاشقيه تمتّعوا بعذاره ... من قبل أَن يَأْتِي السوَاد الْأَعْظَم)
وَكتب إِلَى بعض الْأُمَرَاء
(مَرَرْت على كلاب الصَّيْد يَوْمًا ... وَقد طرح الْغُلَام لَهَا سخالا)
(فَلَو أنّي وَمن تحويه دَاري ... كلابك لم نجد أبدا هزالًا)
(فَقل مَا شِئْت فِي شيخٍ شريفٍ ... يكون الْكَلْب أحسن مِنْهُ حَالا)
وَلما توفّي القَاضِي عماد الدّين قَاضِي شيراز رثاه الشريف الْمَذْكُور وَكَانَت وَفَاته لَيْلًا
(على قَاضِي الْقُضَاة نَسِيج وَحده ... سَلام لَا يزَال حَلِيف لحده)
(سرى لَيْلًا إِلَى الرَّحْمَن شوقاً ... فسبحان الَّذِي أسرى بِعَبْدِهِ)
٣ - (أَبُو الرقعمق)
أَحْمد بن مُحَمَّد الْأَنْطَاكِي المنبور بِأبي الرقعمق الشَّاعِر الْمَشْهُور ذكره الثعالبي فِي الْيَتِيمَة وَقَالَ هُوَ نادرة الزَّمَان وَجُمْلَة الْإِحْسَان وَمِمَّنْ تصرف بالشعر فِي أَنْوَاع الْجد والهزل وأحرز قصبات الخصل وَهُوَ أحد المدّاح المجيدين وَالشعرَاء الْمُحْسِنِينَ وَهُوَ بِالشَّام كَابْن حجّاج بالعراق فَمن غرر محاسنه قَوْله يمدح الْوَزير ابْن كلّس
(قد سمعنَا مقاله واعتذاره ... وأقلناه ذَنبه وعثاره)
)
(والمعاني لمن عنيت وَلَكِن ... بك عرّضت فاسمعي يَا جَاره)
من تراديه أَنه أَبَد الدَّهْر ترَاهُ محللاً أزراره