فِي تَعْلِيم أَوْلَاد الْمَمْلُوك توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وثلاثمائة
٣ - (الصَّحَابِيّ)
الْوَلِيد بن الْقَاسِم الصَّحَابِيّ كَانَت لَهُ صُحْبَة قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بئس الْقَوْم قوم يسْتَحلُّونَ الحرمات بِالشُّبُهَاتِ والشهوات كل قوم على زِينَة من أَمرهم مفلحة عِنْد أنفسهم يزرون على من سواهُم سنَن الْحق مقاييس الْعدْل عِنْد ذَوي الْأَلْبَاب من النَّاس قَالَ ابْن عبد البرّ وَفِي صحبته نظرٌ
الْوَلِيد بن مُحَمَّد بن احْمَد بن أبي دؤاد حفيد قَاضِي الْقُضَاة الْمَشْهُور ووالده مُحَمَّد وليَ الْقَضَاء للمتوكل فِي حَيَاة أَبِيه لما فُلِجَ وَتُوفِّي فِي حَيَاة أَبِيه بعد أَن عُزِل ونُكِب وتفرق آل أبي دؤاد فِي الْبِلَاد وَكَانَ الْوَلِيد هَذَا صَغِيرا بسامراء فَلم يفارقها إِلَى أَن بلغ مبالغ الرِّجَال وَذَلِكَ عِنْد اسْتِيلَاء أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن دُلَف على ممالك إصبهان وبلاد الْجَبَل فقصده الْوَلِيد ومَتَّ إِلَيْهِ بالوُصلة الَّتِي كَانَت بَين جدّه أَحْمد بن أبي داؤد وَبَين دجلف بن أبي دلف جد احْمَد بن عبد الْعَزِيز وَكَانَ دلف بن أبي دُلف خَتَن أَحْمد بن أبي دؤاد على بعض بَنَاته فَعرف لَهُ أَحْمد حقّ الْقَرَابَة فَجعله من ندمائه وولاّه الْمَظَالِم وَألبسهُ الطيلسان والدنيّة وَكَانَ ينظر فِيمَا بَين أهل الْعَسْكَر وَبَقِي على ذَلِك إِلَى أَن عُزِل أَحْمد ووَلِي فِيمَا بعده قَضَاء إصبهان وَلم يزَل كَذَلِك حَتَّى مَاتَ سنة سبع وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ وَمن شعره
(يَا ناق سيري غير مُلتاثةٍ ... إِلَى الهُمام السيدِ الحارثِ)
)
(إِلَى قريع الْمجد من وَائِل ... ووارث الْمجد عَن الْوَارِث)
آخر الْجُزْء السَّابِع وَالْعشْرُونَ من كتاب الوافي بالوفيات يتلوه إِن شَاءَ الله تَعَالَى الْوَلِيد بن مسلمٍ الإِمَام أَبُو الْعَبَّاس وَالْحَمْد لله ربّ العالَمِين)