الضَّرِير قَالَ أنشدنا أَبُو بكر الْمَذْكُور يهجو ابْن همشك مجزوء الوافر
(همشك ضم من حرفي ... ن من هم وَمن شكّ)
(فعين الدّين وَالدُّنْيَا ... لامرته أسى تبْكي)
هَذَا ابراهيم أَحْمد بن همشك رومي الأَصْل ملك فِي الْفِتْنَة جيغان وشقورة وَكَثِيرًا من أَعمال غرب الأندلس قَالَ ابْن الْآبَار كَانَ يعذب خلق الله تَعَالَى بِالتَّعْلِيقِ وَالتَّحْرِيق وَلَا يتناهى عَن مُنكر فعله من رميهم بالمجانيق ودهدهتهم كالحجارة من أعالي النيق وَحكى ابْن صَاحب الصَّلَاة عَن بعض)
الصَّالِحين أَنه رَآهُ فِي النّوم فَقَالَ لَهُ كَيفَ حالك وَمَا لقِيت من رَبك فأنشده بَيْتَيْنِ لم يسمعا قبل وهما الْبَسِيط
(من سره العيث فِي الدُّنْيَا بخلقة من ... يصور الْخلق فِي الْأَرْحَام كَيفَ يشا)
(فليحزن الْيَوْم حزنا قبل سطوته ... مغللاً يمتطي جمر الغضا فرشا)
٣ - (ابْن أبي الْبَقَاء البلنسي)
مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الْأنْصَارِيّ الاستاذ أَبُو عبد الله البلنسي يعرف بِابْن أبي الْبَقَاء أَصله من سرقسطة وَتعلم كثيرا فبرع فِي الْعَرَبيَّة وَعلم بهَا واعتنى بتقييد الْآثَار وَكَانَ شَاعِرًا مجوداً توفّي سنة عشر وست مائَة قَالَ من مرثية الْبَسِيط
(قد علمتني اللَّيَالِي أَن ريقتها ... صاب وَإِن قَالَ قوم أَنه عسل)
(إِن الَّذِي كَانَت الآمال مشرقة ... بِهِ وعيش الْأَمَانِي بردهَا خضل)
(أصَاب صرف اللَّيَالِي مِنْهُ قطب حجي ... يَا من رأى الشهب قد أعيت بهَا السبل)
(وهد للحلم طوداً شامخاً علما ... يَا لليالي تَشْكُو صرفهَا الْحِيَل)
(وضاق وَجه الدجا عَن نور بهجته ... فَكيف توسعها إشراقها الأَصْل)
وَقَالَ يصف السَّيْف الطَّوِيل
(وَذي رونق كالبرق لَكِن وعده ... صَدُوق ووعد الْبَرْق كذب وَرُبمَا)
(عقدت نجاديه لحل تمائمي ... وَقلت لَهُ كن للمكارم سلما)
(وساء الأعادي إِذْ بَكت شفراته ... وسر وُلَاة الود حِين تبسما)
وَقَالَ أَيْضا الْخَفِيف
(غير خَافَ على بَصِير الغرام ... إِن يَوْم الْفِرَاق يَوْم حمام)
(عبرات تصد عَن نظرات ... ونشيج يحول دون الْكَلَام)
(وَدِمَاء تراق باسم دموع ... ونفوس تُؤدِّي برسم سَلام)