للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يُؤَدِّي إِلَى أنّ ذَاته مَحل للحوادث وَهُوَ محَال وإمّا أَن يحدث فِي مَحل وَهُوَ أَيْضا محَال لِأَنَّهُ يُؤَدِّي إِلَى أَن يكون الْمحل مَوْصُوفا بِعلم الْبَارِي تَعَالَى وَهُوَ محَال بتعيّن أَن يكون علمه حَادِثا لَا فِي مَحل وَمِنْهَا أَنه قَالَ الثَّوَاب وَالْعِقَاب والتكليف جبرٌ كَمَا أَن أَفعَال الْعباد جبرٌ

وَمِنْهَا أَنه قَالَ إِن حركات أهل الْجنَّة وَالنَّار تَنْقَطِع وَمِنْه أَخذ أَبُو الْهُذيْل وَأَتْبَاعه من الْمُعْتَزلَة

وَمِنْهَا أَن النَّار والجنّة يفنيان بعد دُخُول أهلهما إِلَيْهِمَا قَالَ لِأَنَّهُ لَا يتَصَوَّر حركات لَا تتناهى أَولا فَكَذَلِك لَا يتصوَّر حركاتٌ لَا تتناهى آخرا وَحمل قَوْله تَعَالَى خَالِدين فِيهَا أبدا على الْمُبَالغَة واستدلّ على الِانْقِطَاع بقوله تَعَالَى إِلَّا مَا شَاءَ رَبك وَلَو كَانَ مُؤَبَّدًا بِلَا انْقِطَاع لما اسْتثْنى وَوَافَقَ الْمُعْتَزلَة فِي نفي الرُّؤْيَة وَإِثْبَات خلق الْكَلَام وَإِيجَاب المعارف بِالْعقلِ

وَكَانَ السّلف الصَّالح رَضِي الله عَنْهُم من أَشد النَّاس ردّاً على جهم لبدعه القبيحة وَكَانَت قتلته فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ والمئة وَكَانَ ذَا أدب وَنظر وذكاءٍ وفكر وجدال ومراء وَكَانَ كَاتب الْأَمِير الْحَارِث بن شُرَيْح التَّمِيمِي الَّذِي وثب على نصر بن سيّار وَكَانَ جهم هُوَ وَمُقَابل بن سُلَيْمَان)

بخراسان طرفِي نقيض هَذَا يُبَالغ فِي النَّفْي والتعطيل وَهَذَا يسرف فِي الْإِثْبَات والتجسيم فَيَقُول إِن الله جسم وَلحم وَدم على صُورَة الْإِنْسَان تَعَالَى الله عَن ذَلِك ترك الصَّلَاة أَرْبَعِينَ يَوْمًا فَأنْكر عَلَيْهِ الْوَالِي فَقَالَ إِذا ثَبت عِنْدِي من أعبده صليت لَهُ فَضرب عُنُقه

٣ - (ابْن خلف الْمَازِني)

جهم بن خلف الْمَازِني الْأَعرَابِي من مَازِن تَمِيم لَهُ اتِّصَال فِي النّسَب بِأبي عَمْرو بن الْعَلَاء الْمَازِني المقرىء وَكَانَ جهم راوية علاّمة بالغريب وَالشعر وَكَانَ فِي عصر خلف الْأَحْمَر والأصمعي وَكَانَ الثَّلَاثَة متقاربين فِي معرفَة الشّعْر ولجهمٍ شعر مَشْهُور فِي الحشرات والجوارح من الطير وَمن شعره فِي الْحَمَامَة من مجزوء الوافر

<<  <  ج: ص:  >  >>