(كدرت مشارع ورده لكنه ... يصفو بِهِ ورد العلى ويروق)
(فَلهُ ظلام اللَّيْل طوراً مولج ... وَله على وضح النَّهَار طَرِيق)
(وتراه أعجم وَهُوَ أفْصح من ترى ... بَين الورى وَلسَانه مشقوق)
(وَلَقَد تحمل كل أعباء العلى ... هَذَا الضئيل لكم فَكيف يُطيق)
(لَا زَالَ روض نداك منتجع المنى ... ولدوح مجدك فِي السمو سموق)
قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ فِي الْقَلَم
(لَك من بَنَات المَاء أصفر للعدى ... من رَأسه المسود موت أَحْمَر)
(خجل القنا من فعله حَتَّى غَدا ... مثل النِّسَاء يرى عَلَيْهِ المحجر)
)
(يصفو بِهِ ورد الْعَلَاء وورده ... أبدا كعيش الحاسدين مكدر)
(كالطفل لَا تَلقاهُ يلقى مكتباً ... إِلَّا بإزنان ودمع يقطر)
(نظم الفرزدق دون نثر بَيَانه ... وَله دَقِيق المشكلات مخمر)
(ميل يغوص فِي لعاب دواته ... يشفي معمى المعضلات ويسبر)
(متقيد يعدو وينطق سَاكِنا ... نتحكم فِي الْملك وَهُوَ مسخر)
(يَا رَاكِعا لبس السوَاد وساجداً ... يَتْلُو بني الْعَبَّاس وَهُوَ مزنر)
(قد حز رَأسك وَاللِّسَان لبثه ... سر العلى واسود مِنْك المنظر)
(هَب أَن جسمك من جواك نحوله ... أَو أَن لونك للنحافة أصفر)
(مركوبك الْبَحْر الْجواد وَمَا لَهُ ... من كبوة فلعاً لماذا تعثر)
قلت شعر متوسط وَمَعَان بَعْضهَا غث بَارِد
٣ - (ابْن عبدون المغربي)
عبد الْمجِيد بن عبد الله بن عبدون أَبُو مُحَمَّد الفِهري روى عَن أبي بكر عَاصِم بن أَيُّوب وَأبي مَرْوَان سراج وَأبي الْحجَّاج الأعلم وَتُوفِّي سنة سبع وَعشْرين وَخمْس ماية كَانَ أديباً شَاعِرًا كَاتبا مترسلاً عَالما بِالْخَيرِ والأثر ومعاني الحَدِيث أَخذ النَّاس عَنهُ وَله مُصَنف فِي الِانْتِصَار لأبي عبيد الله على ابْن قُتَيْبَة وَهُوَ من أهل يابره بِالْيَاءِ آخر الْحُرُوف وَبعد الْألف بَاء مُوَحدَة وَبعدهَا رَاء وهاء