للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٣ - (ابْن طَلْحَة)

السَّجَّاد مُحَمَّد بن طَلْحَة بن عبيد الله الْأَسدي ولد فِي حَيَاة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يلقب السَّجَّاد وَأمه حمْنَة بنت جحش الْمَذْكُورَة فِي حَدِيث غلإفك توفّي سنة سِتّ وثلثين لِلْهِجْرَةِ وَكَانَ يسْجد كل يَوْم ألف سَجْدَة وَلما أَتَت بِهِ أمه إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ يَا رَسُول الله سمه فَقَالَ قد سميته مُحَمَّدًا وكنيته أَبَا سُلَيْمَان لَا أجمع لَهُ اسْمِي وكنيتي وَلما أَرَادَ عمر بن الْخطاب أَن يُغير الْأَسَامِي قَالَ لَهُ مُحَمَّد يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ نشدتك الله أَن تغير اسْمِي فوَاللَّه مَا سماني مُحَمَّدًا إِلَّا مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا سَبِيل إِلَى تَغْيِير شىء سَمَّاهُ مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَحضر يَوْم الْجمل مَعَ أَبِيه وَكَانَت رايته مَعَه وَكَانَ فِيمَا ذكر مكْرها أكرهه أَبوهُ على الْخُرُوج وَكَانَ عَليّ نهى عَن قَتله وَقَالَ إيَّاكُمْ وَصَاحب الْبُرْنُس فَإِنَّهُ خرج مكْرها وَتقدم ونثل درعه بَين رجلَيْهِ وَقَامَ عَلَيْهَا وَجعل كلما حمل عَلَيْهِ رجل يَقُول نشدتك نحم فَيَنْصَرِف عَنهُ حَتَّى جَاءَ المعكبر الْأَسدي فطعنه وَلم يكن عَلَيْهِ درع فَقتله وَقَالَ

(وَأَشْعَث قوام بآيَات ربه ... قَلِيل الأذي فِيمَا ترى الْعين مُسلم)

(هتكت لَهُ بِالرُّمْحِ جيب قَمِيصه ... فَخر صَرِيعًا لِلْيَدَيْنِ وَلِلْفَمِ)

(على غير شَيْء غير أَن لَيْسَ تَابعا ... عليا وَمن لم يتبع الْحق ينْدَم)

(يذكرنِي حم وَالرمْح شَاجر ... فَهَلا تَلا حَامِيم قبل التَّقَدُّم)

وَقد ادّعى قَتله جمَاعَة المعكبر الْأَسدي وَالْأَشْتَر النَّخعِيّ وَشُرَيْح بن أوفى وَابْن مكيس الْأَزْدِيّ وَمُعَاوِيَة بن شَدَّاد الْعَبْسِي وَمر عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام وَمَعَهُ الْحسن ابْنه وعمار وصعصعة بن صوحان وَالْأَشْتَر وَمُحَمّد بن أبي بكر وبأيديهم النيرَان يطوفون على الْقَتْلَى فَمر عَليّ بِمُحَمد بن طَلْحَة وَهُوَ قَتِيل فَقَالَ السَّجَّاد وَرب الْكَعْبَة ورد رَأسه إِلَى جسده وَبكى واسترجع وَقَالَ وَالله هَذَا قريع قُرَيْش فوَاللَّه مَا عَلمته إِلَّا صَالحا عابداً زاهداً وَوَاللَّه مَا صرعه هَذَا المصرع إلابره بِأَبِيهِ

<<  <  ج: ص:  >  >>