للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كَانَ آخر خلَافَة فَقلت خلَافَة من قَالَ المقتفي نزل المقتفي يَوْمًا بنهر عِيسَى وَالدُّنْيَا صايفة فَدخل إِلَيْهِ المستنجد وَهُوَ إِذا ذَاك أَمِير وَقد أثر الْحر فِي وَجهه والعطش فَقَالَ لَهُ أيش بك قَالَ أَنا عطشان قَالَ وَلم تركت نَفسك إِلَى أَن بلغ بك الْعَطش هَذَا قَالَ يَا مَوْلَانَا كَانَ المَاء فِي)

الموكبيات قد حمى فَقَالَ لَهُ أيش فِي فمك قَالَ خَاتم يزدن عَلَيْهِ مَكْتُوب الأثنا عشر أماما وَهُوَ يسكن الْعَطش فَقَالَ لَهُ والك يُرِيد يزدن يجعلك رَافِضِيًّا سيد هَؤُلَاءِ الأيمة الْحُسَيْن وَقد مَاتَ عطشان أرمه من فمك

٣ - (أَمِير الْمُؤمنِينَ الظَّاهِر بِاللَّه مُحَمَّد بن أَحْمد الْمُؤمنِينَ أَبُو نصر الظَّاهِر بِاللَّه ابْن الْأَمَام النَّاصِر)

ابْن الْأَمَام المستضىء ايع لَهُ أَبوهُ ثمَّ خلعه فَلَمَّا توفّي أَخُوهُ بَايع لَهُ ثَانِيًا وأستخلف عِنْد موت وَالِده وَكَانَت وَفَاته سنة ثلث وَعشْرين وست ماية فَكَانَت خِلَافَته تِسْعَة أشهر وَنصفا وروى عَن وَالِده بالأجازة قَالَ ابْن الْأَثِير وَلما ولي الظَّاهِر بِاللَّه أظهر من الأحسان وَالْعدْل مَا أعَاد بِهِ سيرة العمرين فَإِنَّهُ لَو قيل مَا ولي الْخلَافَة بعد عمر بن عبد الْعَزِيز مثله لَكَانَ القايل صَادِقا فَإِنَّهُ أعَاد من الْأَمْوَال الْمَغْصُوبَة والأملاك الْمَأْخُوذَة فِي أَيَّام أَبِيه وَقبلهَا شَيْئا كثيرا وَأطلق المكوس فِي الْبِلَاد جَمِيعهَا وَأمر بأعادة الْخراج الْقَدِيم فِي جَمِيع الْعرَاق وأسقاط جَمِيع مَا جدده أَبوهُ وَأخرج المحبسين وَأرْسل إِلَى القَاضِي عشرَة آلَاف دِينَار ليوفيها عَمَّن أعْسر وَقيل لَهُ هَذَا الَّذِي تخرجه من الْأَمْوَال مَا تسمح نفس بِبَعْضِه فَقَالَ أَنا فتحت الدّكان بعد الْعَصْر فأتركوني أفعل الْخَيْر وَفرق فِي الْعلمَاء والصلحاء ماية ألف دِينَار انْتهى وَعمر رِبَاط الأخلاطية والتربة ورباط الْحَرِيم ومشهد عبد الله وتربة عون ومعين وتربة والدته والمدرسة إِلَى جَانبهَا والرباط الَّذِي يقابلها كَانَ دَار والدته وَمَسْجِد سوق السُّلْطَان ورباط المرزبانية ودور المضيف فِي جَمِيع الْمحَال وَدَار ضِيَافَة الْحَاج وَغرم على هَذِه الْأَمَاكِن أَمْوَالًا جليلة وَنقل إِلَيْهَا الْكتب النفيسة بالخطوط المنسوبة والمصاحف الشَّرِيفَة وزر لَهُ عبد الله بن يُونُس وَابْن حَدِيدَة وَابْن القصاب وَابْن مهْدي وَكتب لَهُ مُحَمَّد ابْن الْأَنْبَارِي وَولده على ثمَّ اسفنديار ثمَّ ابْن القصاب ثمَّ يحيى بن زبادة ثمَّ القمي وَفتح خوزستان وششتر وتشتمل على أَرْبَعِينَ قلعة وهمذان وأصبهان وَحمل إِلَيْهِ خراجها وتكريت ودقوقا والحديثة وَكَانَ جميل الصُّورَة أَبيض مشرباً حمرَة حُلْو الشمايل شَدِيد القوى وَحَدِيثه مَعَ الجاموس بِحَضْرَة وَالِده مَشْهُور ولد فِي الْمحرم سنة سبعين وَخمْس ماية وخطب لَهُ وَالِده بِولَايَة الْعَهْد على المنابر سنة خمس وَثَمَانِينَ وعزله فِي سنة أحدى وست ماية وألزمه إِلَى أَن أشهد على نَفسه بخلعه ثمَّ أُعِيد إِلَيْهِ ولَايَة الْعَهْد سنة ثَمَان عشرَة وست ماية وَلما توفّي وَالِده النَّاصِر سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وست ماية بُويِعَ بالخلافة وَله من الْعُمر اثْنَتَانِ)

وَخَمْسُونَ سنة إِلَّا شهوراً وَصلى على أَبِيه بالتاج وَعمل العزاء ثلثة أَيَّام وَلما خلعه أَبوهُ النَّاصِر أسقط ذكره من الْخطْبَة على الْمِنْبَر فِي ساير الْآفَاق فَسَقَطت إِلَّا خوارزم شاه قَالَ قد صَحَّ عِنْدِي تَوليته وَلم يثبت عِنْدِي مُوجب عَزله وَجعل ذَلِك حجَّة لطروق الْعرَاق بالعساكر ليرد خطبَته وَحبس النَّاصِر وَلَده الظَّاهِر فِي دَار مبيضة الأرجاء لَيْسَ فِيهَا لون غير الْبيَاض وَكَانَ حراسه يفتشون اللَّحْم خوفًا أَن يكون فِيهِ شَيْء أَخْضَر ينعش بِهِ نور بَصَره فضعف بَصَره حَتَّى كَاد يعمى إِلَى أَن تحيل ابْن النَّاقِد الَّذِي صَار وزيراً بعد ذَلِك فَدخل

<<  <  ج: ص:  >  >>