أَنَّك آدر إِلَّا الْيَوْم لمّا رَأَيْت مشيك فَقَالَ لَهُ ابْن عبد ربّه كذبتك عرسك أَبَا مُحَمَّد فعزّ على القلفاط كَلَامه وَقَالَ لَهُ أتتعرّض للحرم وَالله لأرينّك كَيفَ الهجاء ثمَّ صنع فِيهِ قصيدة أَولهَا
(يَا عرس أَحْمد إِنِّي مزمعٌ سفرا ... فودّعيني سرا من أبي عمرا)
ثمَّ تهاجيا بعد ذَلِك وَكَانَ القلفاط يلقبه بطلاس لِأَنَّهُ كَانَ أطلس اللِّحْيَة ويسمّى كتاب العقد حَبل الثوم فاتفق اجتماعها يَوْمًا عِنْد بعض الوزراء فَقَالَ الْوَزير للقلفاط كَيفَ حالك الْيَوْم مَعَ أبي عمر فَقَالَ مرتجلاً
(حَال طلاسٌ لي عَن رائه ... وَكنت فِي قعدد أبنائه)
فبدر ابْن عبد ربّه وَقَالَ
(إِن كنت فِي قعدد أبنائه ... فقد سقى أمَّك من مَائه)
فَانْقَطع القلفاط خجلاً
٣ - (الصُّوفِي)
أَحْمد بن مُحَمَّد ن دست دادا شيخ الشُّيُوخ النَّيْسَابُورِي الصُّوفِي الزَّاهِد صحب الزَّاهِد أَبَا سعيد فضل الله أبن أبي الْخَيْر الميهني وَتُوفِّي سنة تسع وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة
٣ - (ابْن مُخْتَار النَّحْوِيّ)
أَحْمد بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مُخْتَار الوَاسِطِيّ أَبُو عَليّ النَّحْوِيّ الْعدْل ابْن أخي أبي الْفَتْح مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مُخْتَار النَّحْوِيّ مَاتَ بعد الْخَمْسمِائَةِ وَله عقب بواسط فِيمَا ذكره ياقوت
أَخذ النَّحْو عَن أبي غَالب ابْن بَشرَان وَكَانَ منزله مؤلفاً لأهل الْعلم وَكَانَ من الشُّهُود المعدلين وَكَانَ طحّاناً دخل فِي بعض الْأَوْقَات عَسْكَر الْأَعَاجِم ونهبوا قِطْعَة من وَاسِط ونهبوا دكانه ونزلوا دَاره قَالَ الشريف عبد الْوَهَّاب ابْن أبي غَالب عَن الشريف أبي الْعَلَاء ابْن التقّي فَدخلت مَعَه إِلَيْهِم نستعطفهم أَن يردّوا عَلَيْهِ بعض مَا أخذُوا لَهُ فَلم نر لذَلِك وَجها فخرجنا وَهُوَ يَقُول
(تذكرت مَا بَين العذيب وبارق ... مجرَّ عوالينا ومجرى السّوابقِ)
)
ثمَّ الْتفت إليّ وَقَالَ مَا الْعَامِل فِي الظّرْف فِي هَذَا الْبَيْت فَقلت لَهُ يَا سَيِّدي مَا أشغلك مَا أَنْت فِيهِ عَن النَّحْو وَالنَّظَر فَقَالَ يَا بنيّ مَا يفيدني إِذا حزنت وَمن شعره أنْشدهُ الْحَافِظ السلَفِي
(كم جاهلٍ متواضعٍ ... ستر التَّوَاضُع جَهله)