وَقَالَ فِي الْمُنْذر بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن الحكم الْأمَوِي من أَبْيَات
(بالمنذر بن مُحَمَّد ... شرفت بِلَاد الأندلس)
(فالطير فِيهَا ساكنٌ ... والوحش فِيهَا قد أنس)
قَالَ الْوَزير المغربي فِي كتاب أدب الْخَواص وشٌقت هَذِه القصيدة عِنْد انتشارها على المعّز أبي تَمِيم معدّ وساءه مَا تضمنته من الْكَذِب والتمويه إِلَى أَن عارضها شاعره الإياديّ بِأَبْيَات أَولهَا
(ربعٌ لميّة قد درس ... واعتاض من نطقٍ خرس)
وَلابْن عبد ربّه
(نعق الْغُرَاب فَقلت أكذب طائرٍ ... مَا لم يصدقهُ رُغَاء بعيرٍ)
قَالَ ابْن خلكان وَفِيه الْتِفَات إِلَى قَول بَعضهم
(لهنّ الوجى لم كنّ عوناً على النَّوَى ... وَلَا زَالَ مِنْهَا ظالعٌ وحسير)
(وَمَا الشؤم فِي نعق الْغُرَاب ونعبه ... وَلَا الشؤم إلاّ ناقةٌ وبعير)
قلت والتفاتٌ إِلَى قَول الآخر مَا فرق الأحباب بعد الله إِلَّا الْإِبِل وَمَا غراب الْبَين إِلَّا نَاقَة وجمل وَحَام على هَذَا أَبُو الطّيب فَقَالَ
(وَمَا عفت الرِّيَاح لَهُم محلاًّ ... عفاها من حدا بهم وساقا)
وَهُوَ كثير
وَلابْن عبد ربّه أَيْضا
(يَا لؤلؤاً يسبي الْعُقُول أنيقا ... ورشاً بتقطيع الْقُلُوب رَفِيقًا)
(مَا إِن رَأَيْت وَلَا سَمِعت بِمثلِهِ ... درّاً يعود من الْحيَاء عقيقا)
وَقَالَ وَهُوَ آخر مَا قَالَه
(بليت وأبلتني اللَّيَالِي بكرّها ... وصرفان للأيام معتوران)
(وَمَالِي لَا أبلى لسَبْعين حجّةً ... وعشرٍ أَتَت من بعْدهَا سنتَانِ)
)
وأصابه الفالج قبل وَفَاته بأعوام
وَكَانَ ابْن عبد ربّه صديقا لأبي مُحَمَّد يحيى القلفاط الشَّاعِر ثمَّ فسد مَا بَينهمَا وتهاجيا وَكَانَ السَّبَب فِي ذَلِك أَن ابْن عبد ربّه مرّ بِهِ يَوْمًا وَكَانَ فِي مَشْيه اضْطِرَاب فَقَالَ أَبَا عمر مَا علمت