عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عمر بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْقزْوِينِي الأَصْل الدِّمَشْقِي الدَّار تَاج الدّين ابْن قَاضِي الْقُضَاة جلال الدّين خطيب الْجَامِع الْأمَوِي تقدم ذكر وَالِده وأخيه الْخَطِيب بدر الدّين وَسَيَأْتِي ذكر عَمه قَاضِي الْقُضَاة إِمَام الدّين عمر بن عبد الرَّحْمَن
لما توفّي أَخُوهُ الْخَطِيب بدر الدّين ولى الْأَمِير عَلَاء الدّين الطنبغا الخطابة مَكَانَهُ للعلامة قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ وباشر الْخطْبَة إِلَى أَن أَخذ الفخري دمشق فولى الخطابة لتاج الدّين هَذَا فباشرها ثمَّ إِنَّه لما طلب قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ إِلَى الديار المصرية فِي أَيَّام الصَّالح تولى الخطابة من هُنَاكَ فَلَمَّا وصل إِلَى دمشق نزل عَنْهَا لتاج الدّين الْمَذْكُور فاستمر يخْطب بالجامع الْأمَوِي من سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسبع مائَة إِلَى أَن توفّي يَوْم الثُّلَاثَاء ثامن ذِي الْقعدَة سنة تسع وَأَرْبَعين أَيَّام طاعون دمشق بَصق دَمًا على الْعَادة وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى هُوَ وَجَمَاعَة من بَيته
أما يَوْم مَاتَ فَخرج مَعَ نعشه ثَلَاثَة نعوش نسَاء ثمَّ مَاتَ بَقِيَّة النَّهَار أَخُوهُ صدر الدّين عبد الْكَرِيم الْموقع وَامْرَأَة وَمَات جمَاعَة مِنْهُم قبل ذَلِك وَكَانَ الْعَوام يحبونه وتعصبون لَهُ وَكَانَ أعجم وَيُؤَدِّي الْقُرْآن والخطابة فصيحاً فَكنت أعجب مِنْهُ لذَلِك وَأول مَا خطب بِجَامِع الْأَمِير بشتاك بالديار المصرية تَاج الدّين الْمَذْكُور وَلما خرج وَالِده خرج مَعَه وَكَانَ مَعَه تدريس الشامية الجوانية وتصدير بالجامع الْأمَوِي وَقَرَأَ الْكثير على القَاضِي بهاء الدّين بن عقيل وَلم يكن لَهُ يَد فِي شَيْء من الْعُلُوم بل كَانَت بضاعته مزجاة وتأسف الْعَوام عَلَيْهِ يَوْم مَوته وَكَانَت جنَازَته حفلة وَمَات وَلم يبلغ الْأَرْبَعين