عناية الوطن وَكَانَ الْخَادِم عِنْد توجه الْحَاج نظم أبياتاً حَسَنَة مشوقةً إِلَى تَقْبِيل الْحجر المكرم وَهِي هَذِه الأبيات من الوافر
(أوَفْدَ اللهِ أَعْطَاكُم قبولاً ... وَكَانَ لكم حفيظاً أجمعينا)
(إِن الرَّحْمَن أذْكركم بأَمْري ... هُنَاكَ فقبِّلوا عنّي اليمينا)
(فإنّي أرتجي مِنْهُ حناناً ... لأنّ إِلَيْهِ فِي قلبِي حنينا)
(وَأَرْجُو لَثْم أيدٍ بايَعتْهُ ... إِذا عُدتم بخيرٍ آمنينا)
فَأجَاب الشَّيْخ شرف الدّين بقوله من الوافر
(نعم أسعى على بَصرِي ورأسي ... وألثمُ عنكمُ الرُكْن اليمينا)
(نعم وكرامةً وأطوف أَيْضا ... بِبَيْت الله ربِّ العالمينا)
(وَأَنت أخي وخلِّي ثمّ عِنْدِي ... كريمٌ فِي إخائك مَا بَقينَا)
(وَأَرْجُو أَن نَكُون غَدا جَمِيعًا ... إِلَى وَجه المُهيمن ناظرينا)
وَمن شعره ابْن عز الْقُضَاة من الْكَامِل
(كم أَنْت فِي حقّ الصّديق تُفرِّطُ ... ترْضى بِلَا سَبَب عَلَيْهِ وتسخطُ)
(يَا مَن تلوّن فِي الوداد أما ترى ... ورقَ الغصونِ إِذا تغيّر يسقطُ)
٣ - (وَمِنْه من المنسرح)
(النَّهر قد جُنَّ بالغصون هوى ... فراح فِي قَلبه يُمَثَّلهُا)
(فغار مِنْهُ النسيمُ عاشٍقُها ... فجَاء عَن وَصله يُميّلها)
)
وَمِنْه يصف شموعاً من الطَّوِيل
(وزُهرِ شموعٍ إِن مددن بنانها ... لمحْو سطور اللَّيْل نابت عَن البدْرِ)
(وفيهنّ كافوريّة خلتُ أنّها ... عَمُود صباحٍ فَوْقه كَوْكَب الفجرِ)
(وصفراءُ تحكي شاحباً شَاب رَأسه ... فأدْمعُهُ تجْرِي على ضَيْعَة العُمرِ)
(وخضراء يَبْدُو وقْدها فَوق قدِّها ... كنْرجسة تُزهى على الغُصنُ النضرِ)
(وَلَا غَرْوَ أَن تحكي الأزاهرُ حسنها ... أَلَيْسَ جناها النحلُ قِدْماً من الزهرِ)
وَمِنْه فِي طَريقَة الشَّيْخ محيي الدّين ابْن عَرَبِيّ من الطَّوِيل
(يَقُولُونَ دعْ ليلى لبَثْنة كَيفَ لي ... وَقد ملكتْ قلبِي بحُسْنِ اعتدالها)
(وَلَكِن إِن اسطَعْتم تردُّون ناظري ... إِلَى غَيرهَا فالعين نصبُ جمَالهَا)
(وأقْسمُ مَا عاينتُ فِي الْكَوْن صُورَة ... لَهَا الْحسن إلاّ قلتُ طيفُ خيالها)
(ومَن لي بليلى العامريّة إنّها ... عَظِيم الْغِنَا مَن نَالَ وَهْمَ وِصالها)