أَبُو مُحَمَّد الْبَصْرِيّ ولد سنة ثَمَان وَمِائَتَيْنِ وَولي قُضَاة الْبَصْرَة سنة سِتّ وَسبعين وَمِائَتَيْنِ وَضم إِلَيْهِ قَضَاء وَاسِط ثمَّ قَضَاء الشرقية ببغداذ وَكَانَ حسن السِّيرَة جميل الْمَذْهَب مُسْتَقِيم الطَّرِيقَة صَالحا ورعاً عفيفاً حَاكما بِالْحَقِّ مَاتَ مصروفاً عَن الْقَضَاء فِي شهر رَمَضَان سنة سبع وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ غير مطعون عَلَيْهِ فِي شَيْء سمع سُلَيْمَان بن حَرْب وَغَيره وروى عَنهُ ابْن قَانِع وَغَيره وَلما احْتضرَ دخل عَلَيْهِ إخوانه يعودونه فَقَالُوا كَيفَ تجدك فَقَالَ
(أَرَانِي فِي انتقاص كل يَوْم ... وَلَا يبْقى مَعَ النُّقْصَان شيُّ)
(طوى العصران مَا نشراه مني ... فأخلق جدتي نشر وطي)
٣ - (الصُّوفِي السامري)
مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن الْفرج أَبُو جَعْفَر الصُّوفِي السامري ورث مَالا كثيرا فأنفقه فِي طلب الْعلم وعَلى الْفُقَرَاء والزهاد والصوفية والمحدثين توفّي بالرملة سنة إِحْدَى وَسبعين وَمِائَتَيْنِ حدث عَن عَليّ بن الْمَدِينِيّ وَغَيره وروى عَنهُ بشر بن يُوسُف الْهَرَوِيّ وَغَيره قَالَ بَيَان بن أَحْمد دخلت عَلَيْهِ فِي مصر وَهُوَ فِي بَيت مَمْلُوء كتبا فَقلت لَهُ اختصر لي من هَذِه الْكتب كَلِمَتَيْنِ أنتفع بهما فَقَالَ ليكن همك مجموعاً فِيمَا يُرْضِي الله تَعَالَى فَإِن اعْترض عَلَيْك شَيْء فتب من وقتك
٣ - (مِثْقَال الوَاسِطِيّ)
)
مُحَمَّد بن يَعْقُوب يعرف بمثقال الوَاسِطِيّ يكنى أَبَا جَعْفَر استفرغ شعره فِي الهجاء وَكَانَ ابْن الرُّومِي أول أَيَّامه ينحله شعره فِي هجاء القحطبي قَالَ ابْن الْمَرْزُبَان أَخطَأ مُحَمَّد بن دَاوُد فِيمَا رَوَاهُ لمثقال من أشعار ابْن الرُّومِي ولمثقال
(يَا ابْن الَّتِي لم تزل تجاري ... فِي الغي شيطانها اللعينا)
(حَتَّى إِذا يَوْمهَا أَتَاهَا ... أوصت بنيها خُذُوا بنينَا)
(بِأَن إِذا مت فاجعلوني ... ذريرة للمخنثينا)
٣ - (الْأَصَم الْمُحدث)
مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن يُوسُف بن معقل بن سِنَان أَبُو الْعَبَّاس الْأمَوِي مَوْلَاهُم النَّيْسَابُورِي الْأَصَم كَانَ يكره أَن يُقَال لَهُ الْأَصَم قَالَ الْحَاكِم إِنَّمَا ظهر بِهِ الصمم بعد انْصِرَافه من الرحلة فاستحكم فِيهِ حَتَّى بَقِي لَا يسمع نهيق الْحمار وَكَانَ مُحدث عصره بِلَا مدافعة حدث فِي الْإِسْلَام سِتا وَسبعين سنة وَلم يخْتَلف فِي صدقه وَصِحَّة سماعاته وَضبط وَالِده يَعْقُوب الْوراق لَهَا أذن سبعين سنة فِي مَسْجده وكف بَصَره بِآخِرهِ وانقطعت الرحلة
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute