الْحسن بن الْحُسَيْن بن عبيد الله بن عبد الرَّحْمَن بن الْعَلَاء بن أبي صفرَة الْمَعْرُوف بالسكري أَبُو سعيدٍ النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ الراوية الثِّقَة المكثر مولده سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَمِائَتَيْنِ ووفاته سنة خمس وَسبعين ومئتين سمع يحيى بن معِين وَأَبا حاتمٍ السجسْتانِي وَالْعَبَّاس بن الْفرج الرياشي وَمُحَمّد بن حبيبٍ والْحَارث بن أبي أُسَامَة وَأحمد بن الْحَارِث الخزاز وخلقاً غَيرهم وَأخذ عَنهُ مُحَمَّد بن عبد الْملك التاريخي قَالَ الْخَطِيب وَكَانَ ثِقَة صَادِقا دينا يقريء الْقُرْآن وانتشر عَنهُ من كتب الْأَدَب مَا لم ينتشر عَن أحدٍ من نظرائه كَانَ إِذا جمع جمعا كَانَ الْغَايَة فِي الِاسْتِيعَاب)
وَالْكَثْرَة قَالَ أَبُو الْكَرم خَمِيس بن عَليّ الْحَوْزِيِّ الْحَافِظ النَّحْوِيّ الوَاسِطِيّ فِي أَمَالِيهِ قَالَ قدم العسكري أَبُو سعيد بَغْدَاد وَحضر مجْلِس الْفراء أبي زَكَرِيَّاء وَهُوَ يومئذٍ شيخ النَّاس فأملى الْفراء بَابا فِي التصغير قَالَ فِيهِ الْعَرَب تَقول هُوَ الهن وتصغيره الهنيّ وتثنيته فِي الرّفْع الهنيّان وَفِي النصب والجر الهنتين وَأنْشد قَول الْقِتَال الْكلابِي من الْبَسِيط
(يَا قَاتل الله صلعاناً تَجِيء بهم ... أم الهنيِّن من زند لَهَا وار)
فَأمْسك أَبُو سعيد حَتَّى انفضَّ الْمجْلس وتقدَّم إِلَيْهِ وَأعَاد عَلَيْهِ مَا قَالَه ثمَّ قَالَ وَلَيْسَ هَكَذَا أنشدناه أشياخنا قَالَ الْفراء وَمن أشياخك قَالَ أَبُو عُبَيْدَة وَأَبُو زيد والأصمعيُّ فَقَالَ الْفراء وَكَيف أنشدوه قَالَ زَعَمُوا أَن الهنبر على وزن الْخِنْصر ولد الضبع وَأَن الْقِتَال قَالَ من الْبَسِيط
(يَا قَاتل الله صلعاناً تَجِيء بهم ... أمُّ الهنيبر من زند لَهَا وار)
على التصغير ففكّر الْفراء سَاعَة ثمَّ قَالَ أحسن الله عَن الإفادة وَحسن الْأَدَب جَزَاك قَالَ