(وَالرَّوْضَة الْغناء يحسن عرفهَا ... وتزاد حسنا والنسيم عليل)
(والخاطر التقويّ كمّل ذَاته ... علما وَلَيْسَ لكاملٍ تَكْمِيل)
وَالله تَعَالَى يبقيه جَامعا للعلوم جمع الرَّاحَة بنانها رَافعا لَهَا رفع الْقَنَاة سنانها حَافِظًا لَهَا حفظ العقائد أديانها والقلوب إيمَانهَا
(ليضحي نديماً للمعالي كَأَنَّهُ ... نديم صفاء مالكٌ وَعقيل)
(وَيُصْبِح ظلّ الْفضل فِي فَيْء ظله ... على كنف الْإِسْلَام وَهُوَ ظَلِيل)
(وتنشأ أَبنَاء الْعُلُوم وَكلهمْ ... لحسنائه فِي الْعَالمين جميل)
(دلالتها فِي الْفضل من ذَات نَفسه ... وَلَيْسَ على شمس النَّهَار دَلِيل)
وَمن شعر ضِيَاء الدّين أَيْضا
(مَا افتر عَن ثغره البسام فِي غسقٍ ... إِلَّا أَضَاء سَبِيل السالك الساري)
(يَا للعجائب قد عَايَنت مغربةً ... نبتاً من النُّور فِي أرضٍ من النَّار)
وَقَالَ وَفِيه لُزُوم
(انْظُر إِلَى سندسي الرَّوْض حِين بدا ... مطرّزاً بطراز النُّور كالذهب)
(وَفِي حَشا المَاء من مصفره لهبٌ ... فاعجب لضدين جمع المَاء واللهب)
(كَأَنَّهُ فِي ضمير الْبَحْر مضطرباً ... لمعٌ من الْبَرْق فِي صافٍ من الذَّهَب)
وَقَالَ
(بِأبي خيالك إِذْ سرى متوجساً ... والأفق يسحب فضل ذيل الغيهب)
(فِي حلَّة الخفر الَّذِي ستر الحيا ... فتنقبت وَالْحسن لم يتنقب)
(فاصطاده إِنْسَان عينٍ ساهرٌ ... متمكنٌ من جفْنه فِي مرقب)
قلت شعر جيد
٣ - (الرئيس الفراتي الْخُرَاسَانِي)
أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بن أَحْمد الرئيس أَبُو الْفضل ابْن ابْن الْأُسْتَاذ أبي عَمْرو)
الفراتي الْخُرَاسَانِي ولي رئاسة نيسابور مُدَّة وَورد إِلَى بغداذ فَأكْرم فِي دَار الْخلَافَة إِكْرَاما لم تجز بِهِ الْعَادة لمثله توفّي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة
٣ - (ابْن حني)
أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن حني بِالْحَاء الْمُهْملَة الْمَفْتُوحَة وَتَشْديد النُّون كَذَا وجدته مضبوطاً البغداذي سمع كثيرا من الْمُتَأَخِّرين كَأبي الْحسن بن الطيوري وَأحمد بن الْحُسَيْن بن قُرَيْش وَهَذِه الطَّبَقَة وَكتب كثيرا بِخَطِّهِ وَلم يكن عِنْده معرفَة حدث باليسير عَن القَاضِي أبي يعلى بن الْفراء قَالَ محب الدّين ابْن النجار قَرَأت بِخَط أبي الْفضل مُحَمَّد بن نَاصِر الْحَافِظ على وَجه كتاب بِخَط أَحْمد بن مُحَمَّد بن حني هَذَا تَحت اسْمه هلك عذبه الله فَإِنَّهُ كَانَ رَافِضِيًّا خَبِيث الْمَذْهَب وَرَأَيْت بِخَط ابْن حني هَذَا حِكَايَة فِي الْأَخْبَار