(وناجِمٍ فِي عِلمِ تَقْوِيِميِه ... بالحلّ والتسيير نجّامِهِ)
(يزْعم جهلا أنّه بارعٌ ... مُحَرِّرٌ أحكامَ أحُكامِهِ)
(يُهدِي لأقْوامٍ تَقَاوِيَمهُ ... ليَجتَدِي مِن رِفْدِ أقْوامِهِ)
(النصفُ من آذارِ ميقاتُه ... عِنْد انْتِهَاء الدَوْر من عامِهِ)
(حسابُه الرمزُ وتأريُخهُ ... مختصرٌ فِي حُسنِ إتمامِهِ)
(لكِنَّه أصْدَقُ أحْكامِه ... أكذَبُ من أضْعاثِ أحْلامِهِ)
(مَن شَكَّ فِي صِحَّةِ تَكْذِيِبهِ ... فالشَكُّ فِي صِحَّةِ إسلامِهِ)
وَمن شعره أَيْضا من الطَّوِيل
(لبستُ من الأعمارِ تِسعين حجّةً ... وَعِنْدِي رَجَاءٌ بِالزِّيَادَةِ مُولَعُ)
(وَقد أقْبَلَتْ إِحْدَى وتِسعون بعدَها ... وَنَفْسِي فِي خَمْسٍ وسِتٍّ تَطَلَّعُ)
(وَلَا غَرْوَ إنْ آتى هُنيدةَ سالما ... فَقَدْ يُدرِكُ الإنسانُ مَا يَتَوَقَّعُ)
(وَقَدْ كَانَ فِي عَصْرِي رِجالٌ عرفتُهُمْ ... حَبَوْها وبالآمالِ فِيهَا تَمَتَّعُوا)
(وَمَا عافَ قَبْليِ عاقِلٌ طُولَ عُمرِهِ ... وَلَا لامَه فِي ذَاك للعَقلِ مَوْضعُ)
٣ - (أَبُو محمّد الموسوي)
زيد بن الْحسن أَبُو محمّد الموسوي أورد لَهُ ابْن النجّار قَوْله من الْكَامِل
(مَا زِلتُ أعلم أوّلاً فِي أوْلٍ ... حتّى ظننتُ بأنّني لَا علمَ لي)
(وَمن العجائِب أَن كوني جَاهِلا ... من حَيْثُ كوني أنني لم أُجْهَلِ)
٣ - (أخون عليّ الرِّضَا)
)
زيد بن مُوسَى بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب أَخُو عليّ بن مُوسَى الرِّضَا لمّا انْصَرف الطالبيّون عَن الْبَصْرَة وتفرّقوا فتوارى بَعضهم بِالْكُوفَةِ وَبَعْضهمْ بِبَغْدَاد وَصَارَ بَعضهم إِلَى الْمَدِينَة وَكَانَ زيد مّمن توارى فَطَلَبه الْحسن بن سهل طلبا حثيثاً حَتَّى أَخذه فَأَرَادَ قَتله فأُشير عَلَيْهِ بِتَرْكِهِ فحبسه بِبَغْدَاد فَلَمَّا بَايع النَّاس المأمونَ لعليّ بن مُوسَى الرِّضَا كتب إِلَى الْحسن بِإِطْلَاقِهِ وَحمله إِلَى الرِّضَا أَخِيه مكرماً فلمّا جِيءَ بِهِ إِلَيْهِ عاتبه فِي خُرُوجه ووعظه وَسَأَلَهُ المأمونَ فِي أمره فَعَفَا عَنهُ وعاش إِلَى آخر خلَافَة المتوكلّ وَكَانَت مرتبته فِي دَار السُّلْطَان جليلةً وَكَانَ ينادم الْمُنْتَصر وَكَانَ فِي لِسَانه بذاء وَمَات بسرّ من رأى فِي حُدُود الْخمسين والمائتين