(هَل أَنْت راحمُ عَبْرةٍ وتولُّهِ ... ومجيرُ صَبٍّ عِنْد مَا مِنْهُ دُهي)
(هَيْهَات يَرْحَمُ قاتِلٌ مَقْتولَهُ ... وسنانه فِي القلْب غير مُنَهْنَهِ)
(من بلَّ مِن داءِ الغَرام فإنّني ... مّذْحَلَّ بِي مَرَضُ الْهوى لَمْ أنْتَهِ)
(إنّي بُلِيتُ بِحُبِّ أغْيَدَ ساحِرٍ ... بلحاظه رخص البنان بزهرِهِ)
(أبْغي شِفاءَ تَدَلُّهي من دَلِّهِ ... وَمَتى يِرقُّ مُدَلّلٌ لمُدلّهِ)
(كم آهةٍ لي فِي هَوَاهُ وأنَّةٍ ... لَو كَانَ يَنْفَعُنِي عليهِ تأوُّهي)
(ومآربٍ فِي وَصْلِهِ لَو أنّها ... تُقْضَى لكَانَتْ عِنْد مَبْسمِهِ الشَهي)
(يَا مُفْرداً بالحُسْنِ إنّكَ منتهٍ ... فِيهِ كَمَا أَنا فِي الصَبابَةِ مُنْتَهِ)
(قد لَام فِيك معاشرٌ أفأنْتَهي ... بالَلْومِ عَن حُبِّ الحياةِ وَأَنت هِي)
(أبْكِي لَدَيِهِ فَإنْ أحَسَّ بلَوْعَةٍ ... وتشهّقٍ أوْمَا بِطَرْفِ مُقَهْقِه)
(أَنا مِنْ محَاسِنِهِ وحالي عِندَهُ ... حَيرانُ بني تَفَكُّري وتفكُّهي)
(ضِدّانِ قد جُمِعا بَلفْظٍ واحدٍ ... لي فِي هَوَاهُ بمعْنَيَيْنِ مَوَجَّهِ)
(لأُجرِّدَنًّ من اصْطِبَارِي عَزمَةً ... مَا رَبهُّا فِي مَحفَل بمُسَفَّهِ)
(أوْ لستُ رَبَّ فضائلٍ لَو حَازَ أد ... ناها وَمَا أُزْهى بهِا غَيري زُهِي)
(شهِدَتْ لَهَا الأعداءُ واسْتَشْفَتْ بِها ... عَيْنا حسودٍ بالغباوة أكمَهِ)
(أَنا عبدُ مَن عَلِمَ الزَمانُ بعَجْزِهِ ... عَن أَن يَجِيء لَهُ بِنِدً مُشْبِهِ)
(عبدٌ لعِزّ الدِّينِ ذِي الشَرَفِ الَّذِي ... دّلَّ الملوكَ لعِزِّه فَرُّخْشَهِ)
ونقلْتُ مِنْهُ قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ فِي ذمّ النجامة والنجّمين من الْبَسِيط
(يَا طالِبَ الرزقِ بالتقويم تَصْنَعُه ... جَداوِلاً ذاتَ تقسيمٍ وتَوْجيهِ)
)
(وتَدَّعِي سَفَهاً أنَّ النُجومَ لَهَا ... فِعلٌ بتأثِيرِها فِي الْخلق تَقْضيهِ)
(خَفِّضْ عَلَيْك فَمَا عِنْد المنجِّمِ فِي ... تقويِمهِ غيرُ تَخْيِيلٍ وتمويهِ)
(لَوْلَا حِسابٌ وتأريخٌ وضعتَهما ... فِيهِ لَكَانَ هُراءً كلّ مَا فيهِ)
ونقلْتُ مِنْهُ قَالَ أنشدتني لنَفسِهِ فِي ذمّهم أَيْضا من الْبَسِيط
(يَهْذي المنجّمُ فِي أَحْكَامه أبَداً ... وَمَنْ يُصَدِّقُه فِي الحُكمِي يُشبِهُهُ)
(لكِنْ رُموزُ حِسابٍ يَستَدلّ بهَا ... مَا يَنْبَغِي أنّنا فِيهَا نُسَفِّهُهُ)
ونقلت مِنْهُ قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ فِي ذمّهم أَيْضا من السَّرِيع