رَجَعَ إِلَى تَمام شعر أبي حبيب الْكَامِل
(قمر تنافست الجوانح وَالصبَا ... فِي حبه لتفوز عِنْد عناقه)
(فِي خَدّه نورٌ تفتح ورده ... ألحاظه منعته من عشاقه)
وَمِنْهَا
(عرض الْوِصَال وظل يعرض دونه ... وتخلق المعسول من أخلاقه)
(وَغدا محاق الْبَدْر موعد بَينه ... ورحيله فمحقت قبل محاقه)
وَمِنْه الطَّوِيل
(وَإِنِّي على شوقي إِلَيْهِ وصبوتي ... أغار عَلَيْهِ فِي دجى اللَّيْل إِذْ يسري)
(فَبت ودمعي مزج فيض دُمُوعه ... أقبل مَا بَين الترائب والنحر)
)
(إِذا هم أَن يمْضِي جذبت بِثَوْبِهِ ... وأطبقت من خوف على مقلتي شفري)
(وَكم لَيْلَة هَانَتْ عَليّ ذنوبها ... بِمَا بَات يرويني من الرِّيق وَالْخمر)
(أقبل مِنْهُ الْورْد فِي غير حِينه ... وألثم بدر التم فِي غيبَة الْبَدْر)
(إِلَى أَن بدا نور التبلج فِي الدجا ... كنور جبين لَاحَ فِي ظلمَة الشّعْر)
(وهب نسيم للصباح كَأَنَّمَا ... يهب برِيح الْمسك أَو خَالص الْعطر)
(وَقد نبه الساقي الندامى لقهوة ... كشعلة مِصْبَاح خلا أَنَّهَا تجْرِي)
وَمِنْه الْبَسِيط
(مجْرى جفوني دِمَاء وَهُوَ ناظرها ... ومتلف الْقلب وجدا وَهُوَ مرتعه)
(إِذا بدا حَال دمعي دون رُؤْيَته ... يغار مني عَلَيْهِ فَهُوَ برقعه)
قلت ولي فِي مثل هَذَا الْمَعْنى الوافر
(سَأَلتهمْ وَقد عزم التنائي ... قفوا نفسا عَليّ فَمَا أجابوا)
(وَلم أرهم وَقد زموا المطايا ... بِأَن الدمع فِي عَيْني حجاب)
ولي مثله أَيْضا الْبَسِيط
(هم نور عَيْني وَإِن كَانَت لبعدهم ... أَيَّام عيشي سُودًا كلهَا عطب)
(أَن يحضروا فالبكا غطى على بَصرِي ... فهم حضورٌ وَفِي الْمَعْنى هم غيب)
٣ - (أَبُو الْمطرف بن بشر الْقُرْطُبِيّ)
عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن سعيد بن مُحَمَّد بن