للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَأحب هذَيْن وأباهما وأمَّهما كَانَ معي فِي درجتي يَوْم الْقِيَامَة فَأمر المتَوَكل أَن يضْرب ألفَ سوطٍ ظنا مِنْهُ أَنه رَافِضِي فَكَلمهُ فِيهِ جَعْفَر بن عبد الْوَاحِد القَاضِي وَقَالَ هَذَا الرجل من أهل الصّلاح والسُنةِ ورددها فَتَركه وَقَالَ نصر الْمَذْكُور كَانَ لي جارٌ طفيلي فَكنت إِذا دُعيتُ إِلَى مَدعاة ركب لرَكوبي فَإِذا جلسنا أُكرِم من أَجلي فَاتخذ جَعْفَر بن سُلَيْمَان أَمِير الْبَصْرَة دَعوةً وَدَعَانِي فَقلت فِي نَفسِي وَالله لَئِن جَاءَ هَذَا الطفيلي لأخزِيتَّه الْيَوْم فجَاء بَين يديّ ودخلنا فَلَمَّا أَن حضرت الْمَائِدَة قلت حَدثنَا دُرُست بن زِيَاد عَن أبان بن طَارق عَن نَافِع عَن ابْن عمر أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ من مَشى إِلَى طَعَام لم يُدعَ إِلَيْهِ دخل سَارِقا وَخرج مغيراً فَقَالَ الطفيلي مثلك يَا أَبَا عمرٍ يتَكَلَّم بِهَذَا الْكَلَام على مائدة الْأَمِير وَلَيْسَ هَهُنَا إِلَّا من يظنّ أَنَّك رميتَه بِهَذَا الْكَلَام ثمَّ لَا تَسْتَحي وتروي عَن دُرُست ودرست كذابٌ لَا يحْتَج بحَديثه عَن أبان بن طَارق وَأَبَان كَانَ صبيان الْمَدِينَة يَلْعَبُونَ بِهِ وَلَكِن أَيْن أَنْت عَمَّا حدنا بِهِ أَبُو عَاصِم النَّبِيل عَن ابْن جريح عَن ابْن الزبير عَن جَابر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ طَعَام الْوَاحِد يَكْفِي الِاثْنَيْنِ وَطَعَام الِاثْنَيْنِ يَكْفِي الثَّلَاثَة وَطَعَام الثَّلَاثَة يَكْفِي الْأَرْبَعَة الحَدِيث قَالَ نصر فَكَأَنِّي أُلقِمتُ حجرا فَلَمَّا خرجنَا من الدَّار أنْشد الطفيلي

(وَمن ظن مِمَّن يُلاقي الحروبَ ... بِأَن لَا يُصابَ فقد ظنّ عجزَا)

٣ - (ابْن منقذ صَاحب شَيزَر)

نصر بن عَليّ بن مُقلَّد بن منقذ ذكره الْعِمَاد الْكَاتِب فِيمَن ملك شَيزَر واثنى عَلَيْهِ وعَلى نظمه وَأَنه ملك شَيزر بعد وَالِده وَأورد لَهُ مِمَّا يدل على كرمه وَذَلِكَ أَن القَاضِي أَبَا مسلمٍ وادِعاً كتب إِلَيْهِ وَقد نُكِب أبياتاً مِنْهَا

(هَذَا كتابٌ من أخي ثِقَةٍ ... يشكو إِلَيْك نوائبَ الدَهرِ)

فَأطلق لَهُ سِتَّة آلَاف دِينَار وَاعْتذر وَكَانَ يكنَّى أَبَا المرهف ولقبه عز الدولة وَمن شعره

(كنتُ أسْتَعْمل الْبيَاض من الأَم ... شاط عُجباً بِلمَّتي وشَبابي)

(فاتَّخذتُ السَّوادَ فِي حَالَة الشي ... ب سُلواً عَن الصِّبا بالتصابي)

وَلما قِدم السُّلْطَان ملكشاه السلجوقي إِلَى الشَّام سلّم إِلَيْهِ اللاذقية وأفامِية وكَفَر طَابَ وَبقيت)

<<  <  ج: ص:  >  >>