يقبل الأَرْض لَا سَاق إِلَيْهَا الله بعْدهَا وَفد عزاء وَلَا أذاقها فقد أحبة وَلَا فِرَاق أعزاء وَلَا أعدمها جملَة صَبر يفْتَقر مِنْهُ إِلَى أقل الْأَجْزَاء وَينْهى مَا قدره الله تَعَالَى من وَفَاة المخدوم القَاضِي بدر الدّين أخي مَوْلَانَا جعله الله وَارِث الْأَعْمَار وأسكن من مضى جنَّات عدن وَإِن كَانَت الْقُلُوب بعده من الأحزان فِي النَّار فَإنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون قَول من غَابَ بدره وخلا من الدست صَدره وَعمر مصابه فَهُوَ يتأسى بِالنَّاسِ وَعدم جلده فَقَالَ للدمع اجرِ فكم فِي وقوفك الْيَوْم من باس وَهَذَا مصاب لم يكن فِيهِ مَوْلَانَا بأوحد وعزاء لَا يَنْتَهِي النَّاس فِيهِ إِلَى)
غَايَة أَو حد
(علينا لَك الإسعاد إِن كَانَ نَافِعًا ... بشق قُلُوب لَا بشق جُيُوب)
فَمَا كَانَ الدست الشريف إِلَّا صدر نزع مِنْهُ الْقلب أَو نُجُوم بَيْنَمَا بدرها يشرق إِذا بِهِ فِي الغرب وَمَا يَقُول الْمَمْلُوك إِلَّا إِن كَانَ الْبَدْر قد غَابَ فَإِن النير الْأَعْظَم واف وَبَيْنكُم الْكَرِيم سَالم الضَّرْب وَإِنَّمَا أدْركهُ بالوهم خَفِي زحاف وَمَا بَقِي إِلَّا الْأَخْذ بِسنة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الصَّبْر والاحتساب وَتَسْلِيم الْأَمر إِلَى صَاحبه الَّذِي كتب هَذَا المصرع على الرّقاب وَفِي بقائك مَا يسلي من الْحزن وظل مَوْلَانَا بِحَمْد الله تَعَالَى بَاقٍ على بَيته وَمَا نقص عدد ترجع جملَته إِلَى مَوْلَانَا وكلنَا ذَلِك الدارج وَالله لَا يذيقه بعْدهَا فقد قرين قريب ويعوض ذَلِك الذَّاهِب عَمَّا تَركه فِي هَذِه الدَّار الفانية من الدَّار الْبَاقِيَة بأوفر نصيب إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَقلت أرثيه وَلم أكتب بذلك إِلَى أحد
(لفقدك بدر الدّين ق مسنا الضّر ... وأظلم أفق الشَّام وَاسْتَوْحَشْت مصر)
(وشقق جيب الْبَرْق واستعبر الحيا ... وَلَطم خد الرَّعْد وانصدع الْفجْر)
(وكادت لنوح الْوَرق فِي غسق الدجى ... تَجف على الأغصان أوراقها الْخضر)
(لَك الله من غاد إِلَى ساحة البلى ... وَمن بعده تبقى الْأَحَادِيث وَالذكر)
(كَأَن بني الْإِنْشَاء يَوْم مصابه ... نُجُوم سَمَاء خر من بَينهَا الْبَدْر)
٣ - (القَاضِي ابْن يخلفتن)
مُحَمَّد بن يخلفتن بن أَحْمد بن تنفليت أَبُو عبد الله الحبشي الْبَرْبَرِي الفازازي التلمساني الْفَقِيه قَالَ ابْن الْأَبَّار كَانَ فَقِيها أديباً مقدما فِي الْكِتَابَة وَالشعر ولي قَضَاء مرسية وقرطبة وَكَانَ حميد السِّيرَة حدث أَنه كَانَ يحفظ صَحِيح البُخَارِيّ توفّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وست مائَة وَمن شعره
٣ - (وَزِير الْمَأْمُون)
مُحَمَّد بن يزْدَاد بن سُوَيْد الْكَاتِب الْمروزِي الْوَزير وزر لِلْمَأْمُونِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute