للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الإِسْفِرَايِينِيّ الشَّافِعِي قدم بغداذ وَهُوَ)

صبي وتفقه على أبي الْحسن بن الْمَرْزُبَان والداركي حَتَّى صَار أحد أَئِمَّة وقته وَعظم عِنْد الْمُلُوك وَحدث عَن جمَاعَة وعلق عَنهُ تعاليق فِي شرح الْمُزنِيّ وطبق الأَرْض بالأصحاب وَجمع مَجْلِسه ثَلَاث مائَة فَقِيه قَالَ الشَّيْخ محيي الدّين النَّوَوِيّ تَعْلِيق الشَّيْخ أبي حَامِد فِي نَحْو خمسين مجلداً تفقه عَلَيْهِ الْمَاوَرْدِيّ وسليم الرَّازِيّ والمحاملي أَبُو الْحسن وَأَبُو عَليّ السنجي

قَالَ الْخَطِيب حدثونا عَنهُ وَكَانَ ثِقَة مَاتَ فِي شَوَّال سنة سِتّ وَأَرْبع مائَة وَكَانَ يَوْمًا مشهوداً ومولده سنة أَربع وَأَرْبَعين وَثَلَاث مائَة سنة وَقد تقدم فِي تَرْجَمَة ابْن سُرَيج أَنه أحد الَّذين بعثوا على رَأس كل مائَة سنة ليجدد لهَذِهِ الْأمة دينهَا وَكَانَ يَقُول مَا قُمْت من مجْلِس النّظر قد فندمت على معنى يَنْبَغِي أَن يذكر فَلم أذكرهُ وقابله بعض الْفُقَهَاء فِي مجْلِس النّظر بِمَا لَا يَلِيق ثمَّ أَتَاهُ فِي اللَّيْل معتذراً إِلَيْهِ فأنشده

(جفاءٌ جرى جَهرا إِلَى النَّاس وانبسط ... وعذرٌ أَتَى سرا فأكد مَا فرط)

(وَمن ظن أَن يمحو جليّ جفائه ... خفيّ اعتذارٍ فَهُوَ فِي غَايَة الْغَلَط)

وَقَالَ الْخَطِيب حدث بِشَيْء عَن عبد الله بن عدي وَأبي بكر الْإِسْمَاعِيلِيّ وَإِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عَبدك الإِسْفِرَايِينِيّ وَغَيرهم وَكَانَ ثِقَة ورأيته غير مرّة وَحَضَرت تدريسه فِي مَسْجِد عبد الله بن الْمُبَارك وَسمعت من يذكر أَنه كَانَ يحضر تدريسه سبع مائَة متفقه وَكَانَ النَّاس يَقُولُونَ لَو رَآهُ الشَّافِعِي لفرح بِهِ وَحكى الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق فِي طَبَقَات الْفُقَهَاء أَن أَبَا الْحُسَيْن الْقَدُورِيّ كَانَ يعظمه ويفضله على كل أحد وَأَن الْوَزير أَبَا الْقَاسِم حكى لَهُ عَن الْقَدُورِيّ أَنه قَالَ أَبُو حَامِد عِنْدِي أفقه وَأنْظر من الشَّافِعِي قَالَ الشَّيْخ فَقلت لَهُ هَذَا القَوْل من الْقَدُورِيّ حمله اعْتِقَاده فِي الشَّيْخ أبي حَامِد وتعصبه بالحنفية على الشَّافِعِي وَلَا يلْتَفت إِلَيْهِ فَإِن أَبَا حَامِد وَمن هُوَ أعلم مِنْهُ وأقدم على بعدٍ من تِلْكَ الطَّبَقَة وَمَا مثل الشَّافِعِي وَمثل من بعده إِلَّا كَمَا قَالَ الشَّاعِر

(نزلُوا بِمَكَّة فِي قبائل نوفلٍ ... وَنزلت الْبَيْدَاء أبعد منزل)

وَله فِي الْمَذْهَب التعليقة الْكُبْرَى وَكتاب الْبُسْتَان وَهُوَ صَغِير وَذكر فِيهِ غرائب

٣ - (أَبُو الْحسن العتيقي)

أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَنْصُور أَبُو الْحسن العتيقي المجهز البغداذي قَالَ الْخَطِيب كَانَ صَدُوقًا قَالَ ابْن مَاكُولَا قَالَ لي شَيخنَا العتيقي إِنَّه روياني الأَصْل خرج على الصَّحِيحَيْنِ وَكَانَ ثِقَة متقناً يفهم مَا عِنْده وَكَانَ الْخَطِيب رُبمَا دلسه وَيَقُول أَنا أَحْمد بن أبي)

جَعْفَر الْقطيعِي توفّي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة

<<  <  ج: ص:  >  >>