(شربت بعْدك اللَّيَالِي حَياتِي ... غير أوشال لوعتي وسقامي)
مَا أحسن قَوْله شربت بعْدك اللَّيَالِي حَياتِي
٣ - (أَبُو الْقَاسِم الغافقي قَاضِي بلنسية)
مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نوح)
الغافقي هُوَ أَبُو الْقسم قَاضِي بلنسية وَهِي بَلَده واصله من سرقسطة توفّي مصروفاً بمراكش سنة أَربع عشرَة وست مائَة لَهُ شعر حسن مِنْهُ قَوْله فِي فتح المهدية من أَبْيَات الْبَسِيط
(قد أنزل القسر من أَعلَى ذوائبها ... من كَانَ مُعْتَقدًا فِي برجها الأسدا)
(حَيْثُ الثواء لقد ظلت حلومهم ... على مجانيق توهى الْعقل والجلدا)
(كَأَنَّمَا الأَرْض كَانَت قبل واجدة ... حقداً على واكفات السحب أَو حردا)
(فأمطرتهن أَحْجَار الْعَذَاب بِمَا ... كَانَت قَدِيما عَلَيْهَا أمْطرت بردا)
وَقَالَ الرمل
(لَا تغبطن كل موفور الْغنى ... مُشْتَمل ملابس العظمه)
(يلمز لَا بِسَبَب إِلَّا بِمَا ... يحويه من أكياسه المفعمه)
(فَالله قد أخبر عَن أَمْثَاله ... وَقَالَ فِي آيَاته المحكمة)
(يحْسب أَن مَاله أخلده ... كلا لينبذن فِي الحطمه)
٣ - (ابْن جهور الْأَزْدِيّ المرسي)
مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن جهور الْأَزْدِيّ أَبُو بكر من أهل مرسية كَانَ أحد أدبائها ونبهائها من شعره وَقد رأى امْرَأَة سافرة فغطت وَجههَا بكفها المخصوب السَّرِيع
(فاجأتها كالظبي فِي سربه ... فاحتجبت بالكف والمعصم)
(وَقد بدا الوشى بأطرافها ... فأقصرت عَن لومها لومي)
(قَالُوا وَقد دلههم حبها ... من طوق البلار بالعندم)
(قلت جرت من مقلتي دمعة ... فاختضبت أنملها بِالدَّمِ)
هَذَا الْمَعْنى مطروق مبذول متداول مر وَهُوَ بِجَزِيرَة شقر بِأَرْض حَمْرَاء لِابْنِ مرج الْكحل غير صَالِحَة للعمارة فَقَالَ يداعبه الْبَسِيط
(يَا مرج كحل وَمن هذي المروج لَهُ ... مَا كَانَ أحْوج هذي الأَرْض للكحل)
(مَا حمرَة الأَرْض عَن طيب وَعَن كرم ... فَلَا تكن طَمَعا فِي رزقها الْعجل)