وَقَالَ أَيْضا السَّرِيع
(عَلَيْك من ذَاك الْحمى يَا رَسُول ... بشرى عَلَامَات الْهوى وَالْقَبُول)
(جِئْت وَفِي عطفيك مِنْهُم شذا ... يسكر من خمر هَوَاهُ العذول)
(يَكْفِيك تَشْرِيفًا رَسُول الرضى ... إِنَّك للعشاق فيهم رَسُول)
(حللتم قلبِي وَهُوَ الَّذِي ... يَقُول فِي دين الْهوى بالحلول)
وَقَالَ أَيْضا الْكَامِل
(وَأَبِيك لم يخْفق حشاي وَإِنَّمَا ... طَربا لأيام الغرام يصفق)
(بِاللَّه قُولُوا من أكون لديهم ... حَتَّى أرى بهواهم أتعشق)
(نطق الغرام بحالهم لما رأى ... إِن اللِّسَان بِحَالهِ لَا ينْطق)
(لَا يدعى فِيهِ الْفُؤَاد خفوقه ... فوشاح من أَهْوى لعمري أخفق)
قَالَ وَفِيه جناس معنوي الْكَامِل
(نزلُوا حديقة مقلتي أَو مَا ترى ... أَغْصَان أهدابي بدمعي تزهر)
قلت أَرَادَ يَقُول حديقة حدقتي فَمَا ساعده الْوَزْن فَعدل إِلَى مَا يرادفه وَهُوَ المقلة وَقَالَ أَيْضا وَهُوَ لطيف جدا المتقارب
(ودوح بَدَت معجزات لَهُ ... تبين عَلَيْهِ وَتَدْعُو إِلَيْهِ)
(جرى النَّهر حَتَّى سقى غصنه ... فَمَال يقبل شكرا يَدَيْهِ)
(وكف الصِّبَا ضيعت حليه ... فأضحى الْحمام يُنَادي عَلَيْهِ)
(كَسَاه الْأَصِيل ثِيَاب الضنى ... فَحل طَبِيب الدياجي لَدَيْهِ)
)
(وَجَاء النسيم لَهُ عَائِدًا ... فَقَامَ لَهُ لاثما معطفيه)
٣ - (مُحَمَّد القفصي)
مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الطَّائِي القفصي الأَصْل والمولد قَالَ الشَّيْخ أثير الدّين أَبُو حَيَّان قِرَاءَة وَأَنا أسمع رَأَيْته بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ يستجدي بالشعر وَله أدب وأنشدني الْمَذْكُور لنَفسِهِ الْخَفِيف
(أنكرتني لما رَأَتْ من سقامي ... وَبَيَاض المشيب حَال احتلامي)
(غادة غادرت فُؤَادِي كثيبا ... وجفوني بِلَا لذيذ الْمَنَام)
(لَا أُبَالِي وَإِن غَدا الْقلب مِنْهَا ... وَهُوَ دَامَ بناظر كالحسام)
وأنشدني قَالَ أَنْشدني أَيْضا لنَفسِهِ المتقارب
(سقى قبَّة الشَّافِعِي الإِمَام ... من الْكَوْثَر الْأَعْين الجاريه)
(لَهُ قبَّة تحتهَا سيد ... وبحر لَهُ فَوْقهَا جاريه)