(لَا شَيْء أفظع من نوى الأحباب أَو ... سيف الْوَصِيّ كِلَاهُمَا سفاك)
٣ - (الْأَخْفَش الْأَكْبَر)
عبد الحميد بن عبد الْمجِيد مولى قيس بن ثَعْلَبَة الْأَخْفَش الْأَكْبَر أَبُو الْخطاب إِمَام فِي علم الْعَرَبيَّة قديم لَقِي الْأَعْرَاب وَأخذ عَنْهُم وَأخذ عَنهُ أَبُو عُبَيْدَة وسيبويه وَالْكسَائِيّ وَيُونُس بن)
حبيب وَأخذ هُوَ عَن أبي عَمْرو بن الْعَلَاء وطبقته وَكَانَ دينا ورعاً ثِقَة قَالَ المرزباني هُوَ أول من فسر الشّعْر تَحت كل بَيت وَمَا كَانَ النَّاس يعْرفُونَ ذَلِك قبله وَإِنَّمَا كَانُوا إِذا فرغوا من القصيدة فسروها
وقف أَبُو الْخطاب عَليّ أَعْرَابِي يُرِيد الْحَج فَقَالَ لَهُ أَتَقْرَأُ من الْقُرْآن شَيْئا قَالَ نعم قَالَ فاقرأ فَقَالَ الطَّوِيل
(فَإِن كنت قد أيقنت أَنَّك ميت ... وَأَنَّك مَجْزِي بِمَا كنت تفعل)
(فَكُن رجلا من سكرة الْمَوْت خَائفًا ... ليَوْم بِهِ عَنْك الْأَقَارِب تشغل)
فَقَالَ لَهُ لَيْسَ هَذَا من الْقُرْآن قَالَ بلَى فاقرأ أَنْت فَقَرَأَ وَجَاءَت سكرة الْمَوْت بِالْحَقِّ ذَلِك مَا كنت مِنْهُ تحيد فَقَالَ هَذِه أُخْت الَّتِي تلوتها سَوَاء إِلَّا أَنَّهَا بعد لم تنتظم لَك
٣ - (شمس الدّين الْجَزرِي)
عبد الحميد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سعيد بن ندى الْأَمِير الأوحد شمس الدّين ابْن الصاحب الْكَبِير محيي الدّين بن شمس الدّين الْجَزرِي تقدم ذكره وَالِده فِي المحمدين وَذكر مملوكهم أيدمر المحيوي وَسَيَأْتِي ذكر أَخِيه الْأَمِير مجير الدّين عبد الْعَزِيز
انْقَطع وانعزل عَن الدُّنْيَا بعد الرِّئَاسَة وزهد فِي الدُّنْيَا وَأَقْبل على الْآخِرَة وَكَانَ الْملك الْكَامِل بن الْعَادِل يعرف مِنْهُ ذَلِك وَيَرَاهُ من أعظم وُجُوه الدول الَّذين تسفر عَنْهُم حسان الممالك وَكَانَ يأنس بمحاضرته ويحن إِلَى مُجَالَسَته وَأورد لَهُ نور الدّين سعيد المغربي فِي كتاب الْمشرق فِي أَخْبَار الْمشرق ونقلت ذَلِك من خطه الطَّوِيل
(لنا من سنا وَجه المليحة مِصْبَاح ... وَمن لَفظهَا در وَمن رِيقهَا رَاح)
(وَمن شعرهَا ليل يضل عَن الْهدى ... وَمن فرقها خيط من الصُّبْح وَصَاح)