بدر الأخشيدي نَائِب دمشق قبض عَلَيْهِ الْحسن بن الأخشيد فَهَلَك فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة
٣ - (أَمِير الجيوش)
بدر أَمِير الجيوش أرمني الْجِنْس ولي إمرة دمشق من قبل الْمُسْتَنْصر سنة خمس وَخمسين وَأَرْبع مائَة إِلَى أَن هرب خوفًا من الْجند وَتُوفِّي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة وَكَانَ قد اشْتَرَاهُ جمال الدولة بن عمار وتربى عِنْده وَتقدم بِسَبَبِهِ وَكَانَ من الرِّجَال الْمَعْدُودين فِي ذَوي الآراء وَقُوَّة الْعَزْم والشهامة استنابه الْمُسْتَنْصر بِمَدِينَة صور وَقيل عكا وَلما ضعف حَال الْمُسْتَنْصر واختلت دولته وصف لَهُ بدر الْمَذْكُور فاستدعاه وَركب فِي الْبَحْر فِي الشتَاء فِي وَقت لم تجر الْعَادة بركوبه وَوصل إِلَى الْقَاهِرَة سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة فولاه تَدْبِير أُمُوره فَقَامَتْ بوصوله الْحُرْمَة وَأصْلح الدولة وَكَانَ وَزِير السَّيْف والقلم وَإِلَيْهِ قَضَاء الْقُضَاة والتقدم على الدعاة وساس الْأُمُور أحسن سياسة يُقَال إِن وُصُوله كَانَ أول سَعَادَة الْمُسْتَنْصر وَآخر فطوعه وَلما دخل على الْمُسْتَنْصر قَرَأَ قَارِئ بَين يَدي الْمُسْتَنْصر وَلَقَد نصركم الله ببدر آل عمرَان وَلم يتم الْآيَة فَقَالَ الْمُسْتَنْصر لَو أتمهَا ضربت عُنُقه وَهُوَ الَّذِي بنى الْجَامِع الَّذِي بالإسكندرية الَّذِي فِي سوق العطارين وَبنى مشْهد الرَّأْس بعسقلان وَلما مرض وزر وَلَده الْأَفْضَل أَبُو الْقَاسِم شاهنشاه وَسَيَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي مَوْضِعه ولبدر هَذَا ذكر فِي تَرْجَمَة عَلْقَمَة الشَّاعِر