(خلت الزوايا من خباياها كَمَا ... خلت الْقُلُوب من المعارف والتّقى)
(وتنكر الْوَادي فَمَا غزلانه ... تِلْكَ الظباء وَلَا النّقا ذَاك النّقا)
وَمِنْه أَيْضا
(ترك السَّلَام عَلَيْهِم تَسْلِيم ... فَاذْهَبْ وَأَنت من الملام سليم)
(لَا تخد عَنْك زخارف من ودّهم ... فلئن سَأَلتهمْ بدا المكتوم)
(مَا للْفَقِير مَعَ الغنيّ مودَّة ... أنّي تصاحب وَاجِد وعديم)
قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين سمع السِّيرَة حضوراً فِي الرَّابِعَة من خطيب مّردا وَسمع من الْكرْمَانِي وَابْن أبي عمر وَأخذ الْأُصُول عَن الْقَرَافِيّ وجاور بِمَكَّة وَكَانَ ذَا زهد وقناعة وَفِي شَرحه)
للشاطبية احتمالات واهية وقرأت بِخَطِّهِ أَنه قَالَ فِي قَول الشاطبي
(وَفِي الْهَمْز أنحاء وَعند نحاته ... يضيء سناه كلّما اسودّ أليلا)
يحْتَمل خَمْسمِائَة ألف وَجه وَثَمَانِينَ ألف وَجه وَسمعت مِنْهُ انْتهى
٣ - (ابْن الْبَراء التجِيبِي)
أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن الْبَراء التجِيبِي من أهل الجزيرة الخضراء قَالَ ابْن الْأَبَّار فِي تحفة القادم هُوَ مَعْدُود فِي المجيدين من الشُّعَرَاء وَله ديوَان نظم ونثر كَبِير فَارق وَطنه وَهُوَ صَغِير منتزحاً إِلَى بِلَاد الصَّحرَاء ممتدحاً من كَانَ بهَا من الْأُمَرَاء وَأرَاهُ لم يعد إِلَى ذراه كَمَا لم يعد الحنين إِلَيْهِ فِي تأويبه وسراه فَمن شعره فِي ذَلِك
(عِنْدِي على الخضراء دمع واكف ... وَالْقلب أبرد حرّه الرمضاء)
(أودى ثقاف فراقنا بقناتنا ... فانآدت اليزنيّة السمراء)
(نزحت بِي الأقدار عَن دَار الْهوى ... وقذفنني حَيْثُ الْفُؤَاد هَوَاء)
(فإقامتي مَا بَين أظهر معشرٍ ... سيّان عِنْدهمَا الدّجى وذكاء)
وَقَالَ أَيْضا
(أحنُّ إِلَى أَرض لبست بهَا الصّبا ... فعندي لَهَا من أجل ذكر الصّبا وجد)
(وَمن أجل نصل السَّيْف أكْرم جفْنه ... وَمن جِهَة الرّيا سما العنبر الْورْد)
وَقَالَ أَيْضا
(سقى واكف الْقطر الجزيرة إِنَّنِي ... إِلَيْهَا وَإِن جدّ الْفِرَاق لوامق)
(ديارًا بهَا فَارَقت عصر شبيبتي ... فيا حبّذا عصر الشَّبَاب المفارق)
(شباب شفى نَفسِي وودّع مسرعاً ... كَمَا زار طيفٌ أَو تبّرج بارق)