(فَمَا الشَّمْس أدنى من يديْ لامسٍ لَهَا ... وَلَيْسَ السُّها فِي بُعد نقطة خالها)
(وأبدتْ لنا مرآتُها غَيْبَ حضرةٍ ... غَدَتْ هِيَ مَجلاها وسرّ كمالها)
(فواجبها حُبّي ومُمْكِنُ جودها ... وِصالي وعْدُّوا سَلْوتي من محالها)
(وحَسْبيَ فخراً أَن نُسِبْتُ لحبّها ... وحسبيَ قرباً أَن خطرتُ ببالها)
قلت شعر جيد وَله فِي هَذِه الطَّرِيقَة شعر كَبِير رَحمَه الله تَعَالَى
٣ - (الْعين زَرْبِي الشَّاعِر)
إِسْمَاعِيل بن عَليّ أَبُو مُحَمَّد الْعين زَرْبِي الشَّاعِر سكن دمشق وَمَات بهَا سنة ثمانٍ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة وَمن شعره من الطَّوِيل
(وحَقِّكُمُ لَا زُرْتكم فِي دُجُنَّةٍ ... من اللَّيْل تُخفيني كأنّيَ سارقُ)
(وَلَا زرتُ إلاّ والسيوفُ شواهر ... عليّ وأطرافُ الرماح لواحقُ)
وَمِنْه أَيْضا من الطَّوِيل
(أَلا يَا حمامَ الأيك عُشُّك آهِلٌ ... وغصنُك ميّادٌ وإلفُك حاضِرٌ)
(أَتَبْكِي وَمَا امتدّت إِلَيْك يدُ النَّوَى ... ببينٍ وَلم يذعَر جنابك ذاعِرُ)
وَمن شعره الْعين زَرْبِي من الطَّوِيل)
(أعينَيَّ لَا تستبْقيا فيضَ عَبرةٍ ... فإنّ النَّوَى كَانَت لذَلِك موعِدا)
(فَلَا تَعجبا أَن تُمطرِ العينُ بعدهمْ ... فقد أبرق البينُ المُشِتّ وأرعدا)
(ويومٍ كَسَاه الغيمُ ثوبا مُصَندلاً ... فصاغت طرازَيه يدُ الْبَرْق عَسجدا)
(كأنَّ السما والرعد فِيهِ تذكَّرا ... هوى لَهما فاستعبرا وتنهَّدا)
(ذكرتُ بِهِ فيّاض كفِّك فِي الورى ... وَإِن كَانَتَا أهمى وَأبقى وأجْوَدا)
٣ - (وَمِنْه من المتقارب)
(أحِنُّ إِلَى ساكنات الْحجاز ... وَقد حجزتْني أمورٌ ثِقالُ)
(بكيتُ فَفَاضَتْ بحارُ الدُّمُوع ... وَكَانَ لَهَا من جفوني انثيالُ)
(وظنَّ العواذلُ أنّي سلوتُ ... لفقد الْبكاء وجاروا وَقَالُوا)
(حقيقٌ حقيقٌ وجدتَ السلوَّ ... فقلتُ محالٌ محالٌ محالُ)
قلت وَمن هَذِه الْمَادَّة قَول ابْن سناء الْملك من المتقارب
(أرى ألف ألفِ مليح فَمَا ... كأنّي رَأَيْت مليحا سواهُ)