الْفَزارِيّ كَانَ فهما نحريراً حسن الْخطاب سريع الْجَواب فصيح اللِّسَان حسن الْبَيَان لَهُ نظر فِي اللُّغَة وَمَعْرِفَة بالنحو وأخبار الْعَرَب
وَهُوَ من بَيت شعراء أَبوهُ شَاعِر وجده شَاعِر وَإِخْوَته شعراء خرج مَعَ أَبِيه إِلَى مَكَّة وَعَاد إِلَى القيروان وَمن شعره من الْبَسِيط
(تلألأ الْبَرْق علوياً لَهُ فصبا ... وجد إِذْ جد فِي إيماضه طَربا)
(سرى بجود الدجا وَهنا فَبين من ... شوارد اللَّيْل مَا أخْفى وَمَا حجبا)
(إِذا استطل على أرجاء مزنته ... حسبته لمع نَار طَار فالتهبا)
(كَأَن رَجَعَ سناه وَهُوَ ملتهب ... فِيهَا إِشَارَة أيد جردت قضبا)
)
(يهدا فتلبس أقطار الْبِلَاد دجا ... حينا وتسطع أَحْيَانًا إِذا اضطربا)
٣ - (عَليّ بن عباد)
أَبُو الْحسن الاصبهاني عَليّ بن عباد أَبُو الْحسن المستوفي من إصبهان كَانَ أديباً فَاضلا شَاعِرًا قَالَ القَاضِي يحيى بن الْقَاسِم التكريتي كَانَ يحفظ كثيرا من الأراجيز والأشعار حكى لنا أَنه يحفظ جَمِيع أراجيز العجاج وَولده رؤبة وَجَمِيع أراجيز أبي النَّجْم الْعجلِيّ وَكُنَّا نمتحنه ونطلب مِنْهُ أَن ينشدنا أراجيز على حُرُوف المعجم وَكَانَ ينشدنا على أَي حرف طلبنا مِنْهُ وَكَانَ يدْخل على الْوَزير أبي المظفر ابْن هُبَيْرَة فيحترمه وَيرْفَع مَجْلِسه وَيَقُول لَهُ إِذا دخل جَاءَ رؤبة والعجاج وَكَانَ يَقُول أَنا قَادر على أَن أصنف غَرِيب الْقُرْآن وأستشهد على كل كلمة فِيهِ من الأراجيز وَقَالَ محب الدّين ابْن النجار دخل بَغْدَاد وَقَرَأَ على أبي مَنْصُور الجواليقي قَدِيما ثمَّ دَخلهَا ثَانِيًا سنة خمس وَخمسين وَخمْس مائَة ومدح الْوَزير أَبَا المظفر ابْن هُبَيْرَة وَغَيره وَمَا كَانَ يمدح إِلَّا بالأراجيز وروى عَنهُ أَحْمد بن طَارق وَمن شعره من الرجز
(أطالعتنا بالظباء جاسم ... أم هَذِه الكواعب النواعم)
(سفرن فانجاب الظلام الظَّالِم ... يَا بِأبي من حبها ملازم)
(خوذ كَأَن الطّرف مِنْهَا الصارم ... تعذب فِي وصالها المآثم)
(غَيرهَا شيب برأسي باسم ... والشيب خطب لَيْسَ مِنْهُ عَاصِم)
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute