للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣ - (ركن الدولة صَاحب أَصْبَهَان)

الْحسن بن بويه أَمِير أَصْبَهَان تقدَّم نسبه عِنْد ذكر أَخِيه أَحْمد وَهُوَ ركن الدَّولة أَخُو معزّ الدولة الدَّيلمي كَانَ ركن الدَّولة صَاحب أَصْبَهَان والريّ وهمذان وَجَمِيع عراق الْعَجم وَهُوَ وَالِد عضد الدولة فناخسرو ومؤيد الدولة أبي مَنْصُور بويه وفخر الدولة أبي الْحسن عَليّ وَكَانَ ركن الدولة ملكا جليل الْقدر عالي الهمَّة وَكَانَ ابْن العميد أَبُو الْفضل وزيره وَلما توفّي ابْن العميد استوزره وَلَده أَبَا الْفَتْح عليّاً وَكَانَ الصاحب ابْن عبادٍ وَزِير وَلَده مؤيد الدولة وَلما توفّي وزر لفخر الدولة وَكَانَ مسعوداً فِي ملكه ورزق السَّعَادَة فِي أَوْلَاده الثَّلَاثَة وَقسم عَلَيْهِم الممالك فَقَامُوا بهَا أحسن قيام وَكَانَ ركن الدولة الْمَذْكُور أَوسط الْإِخْوَة الثَّلَاثَة وهم عماد الدولة أَبُو الْحسن عَليّ وركن الدولة الْحسن الْمَذْكُور ومعز الدولة أَحْمد أَصْغَرهم وَملك أَرْبعا وَأَرْبَعين سنة وشهراً وَتِسْعَة أَيَّام وَمَات بالريّ سنة سِتّ وَسِتِّينَ وثلاثمائة ومولده تَقْديرا سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ

٣ - (النوين الشَّيْخ حسن)

الْحسن بن تمرتاش بن جوبان الْمَعْرُوف بالشيخ حسن تقدَّم ذكر وَالِده وجدّه وَكَانَ هَذَا الشَّيْخ حسن داهيةً مَاكِرًا ذَا رويةٍ وفكرةٍ وحيل قَالَ يَوْمًا مَا يَمْنعنِي من العبور إِلَى الشَّام ودوسه وَملكه إلاّ هَذَا تنكز وَقد حصَّلت لَهُ إِحْدَى عشرَة حِيلَة إِن لم يرح بِهَذِهِ رَاح بِهَذِهِ فَمَا كَانَ إلاّ)

أَن جَاءَ رَسُوله إِلَى السُّلْطَان الْملك النَّاصِر وَكَانَ مِمَّا قَالَه لَهُ عَنهُ إِن تنكز كتب إليَّ فِي الْبَاطِن يُرِيد الْحُضُور إِلَى عِنْدِي فاستوحش السُّلْطَان من الْأَمِير سيف الدّين تنكز رَحمَه الله تَعَالَى وَتغَير وَكَانَ السَّبَب فِي إِمْسَاكه وَجرى مَا جرى على مَا تقدَّم فِي تَرْجَمَة تنكز فَلَمَّا أمسك قَالَ الشَّيْخ حسن وَالله أَنا كنت أعتقد أنّ قلع تنكز صعبٌ وَقد رَاح بِأَهْوَن حِيلَة وَكَانَ الشَّيْخ حسن على مَا يحْكى عَنهُ وَيدخل إِلَى الْحمام ويخلو بِنَفسِهِ فِيهَا الْيَوْمَيْنِ وَالثَّلَاثَة وَهُوَ يفكر فِي مَا يعمله من الْحِيَل وَقيل عَنهُ أَنه مرَّةً شرب دَمًا وقاءه ليرتب على ذَلِك حيلاً يعملها وَكَانَ قد زَاد بطشه وَقتل جمَاعَة من كبار الْمغل وَقيل إِنَّه تهدّد زَوجته مرّة فخبأت عِنْدهَا لَهُ خَمْسَة من الْمغل وَأصْبح مخنوقاً وَوضع فِي تابوتٍ وَدفن بتربته الَّتِي أَنْشَأَهَا بتوريز وَرَاح كَمَا رَاح أمس لم ينتطح فِي أمره عنزان وَجَاء الْخَبَر بوفاته فِي شهر رَجَب سنة أَربع وَأَرْبَعين وسبعمئة وَحصل للْمُسلمين وللمغل بِمَوْتِهِ فرحٌ عَظِيم وَكفى الله الْمُسلمين مِنْهُ شرّاً كَبِيرا

<<  <  ج: ص:  >  >>