للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فانجرح أخمصي فشقت وليدة فِي الدَّار خرقَة من خمارها وعصبته فأنشدت تقية الْمَذْكُورَة فِي الْحَال لنَفسهَا

(لَو وجدت السَّبِيل جدت بخدي ... عوضا من خمار تِلْكَ الوليده)

(كَيفَ لي أَن أقبل الْيَوْم رجلا ... سلكت دهرها الطَّرِيق الحميده)

قَالَ القَاضِي شمس الدّين أَحْمد بن خلكان رَحمَه الله تَعَالَى نظرت فِي هَذَا الْمَعْنى إِلَى قَول هَارُون بن يحيى المنجم

(كَيفَ نَالَ العثار من لم يزل من ... ع مُقيما فِي كل خطب جسيم)

(أَو ترقى الْأَذَى إِلَى قدمٍ لم ... تَخْطُ إلَاّ إِلَى مقامٍ كريم)

وَمن شعر تقية

(نأيت وَمَا قلبِي على النأي بالراضي ... فَلَا تغترر مني بصدى وإعراضي)

(وَإِنِّي لمشتاق إِلَيْهِم متيم ... وَقد طعنوا قلبِي بأسمر عراض)

(إِذا مَا تذكرت الشآم وَأَهله ... بَكَيْت دَمًا حزنا على الزَّمن الْمَاضِي)

(ومذ غبت عَن وَادي دمشق كأنني ... يقْرض قلبِي كل يَوْم بمقراض)

)

(أَبيت أراعي النَّجْم والنجم راكد ... وَقد حجبوا عَن مقلتي طيب إغماضي)

(فَهَل طَارق مِنْهُم يلم بناظري ... فَإِن لِقَاء الطيف أكبر أغراضي)

(لَعَلَّ اللَّيَالِي أَن تجرد صَارِمًا ... على الْبَين أَو يقْضِي لنا حكمه قَاض)

وَلها غير ذَلِك أَشْيَاء حَسَنَة وَحكى لي الْحَافِظ زكي الدّين أَبُو مُحَمَّد عبد الْعَظِيم الْمُنْذِرِيّ أَن تقية الْمَذْكُورَة نظمت قصيدة تمدح بهَا الْملك المظفر تَقِيّ الدّين عمر ابْن أخي السُّلْطَان صَلَاح الدّين وَكَانَت القصيدة خمرية ووصفت آلَة الْمجْلس وَمَا يتَعَلَّق بِالْخمرِ فَلَمَّا وقف عَلَيْهَا قَالَ الشيخة تعرف هَذِه الْأَحْوَال من صباها فبلغها ذَلِك فنظمت قصيدة أُخْرَى حربية ووصفت الْحَرْب وَمَا يتَعَلَّق بهَا أحسن وصف ثمَّ سيرت إِلَيْهِ تَقول علمي بِهَذَا كعلمي بِهَذَا وَكَانَ قَصدهَا بَرَاءَة ساحتها مِمَّا نسبت إِلَيْهِ ومولدها سنة خمس وَخمْس مائَة بِدِمَشْق وَتوفيت سنة تسع وَسبعين وَخمْس مائَة رَحمهَا الله تَعَالَى

[تكش خوارزم شاه]

السُّلْطَان عَلَاء الدّين خوارزم شاه يَأْتِي ذكره فِي خوارزم شاه إِن شَاءَ الله تَعَالَى

التكريتي الشَّافِعِي يحيى بن الْقَاسِم

<<  <  ج: ص:  >  >>