(أَقُول لَهُم لما أَتَانِي نعيه ... بِهِ لَا بِظَبْيٍ بالصريمة أعفرا)
وَإِنَّمَا سمي مِسْكين مِسْكينا لِأَنَّهُ قَالَ من الرمل)
(أَنا مِسْكين لمن أنكرني ... وَلمن يعرفنِي جد نطق)
(لَا أبيع النَّاس عرضي إِنَّنِي ... لَو أبيع النَّاس عرضي لنفق)
وَقَالَ صَاحب الأغاني ووهو شَاعِر شرِيف هاجى الفرزدق ثمَّ كافه
٣ - (أُخْت النَّاصِر والعادل)
ربيعَة خاتون بنت نجم الدّين أَيُّوب بن شادي أُخْت النَّاصِر والعادل تزوجت أَولا بالأمير سعد الدّين مَسْعُود بن الْأَمِير معِين الدّين أنر
فَلَمَّا مَاتَ تزوجت بِالْملكِ المظفر صَاحب إربل فَبَقيت بإربل دهراً مَعَه فَلَمَّا مَاتَ قدمت إِلَى دمشق وَخدمتهَا العالمة أمة اللَّطِيف بنت الناصح بن الْحَنْبَلِيّ فأحبتها وَحصل لَهَا من جِهَتهَا أَمْوَال عَظِيمَة وأشارت عَلَيْهَا بِبِنَاء الْمدرسَة بسفح قاسيون فبنتها ووقفها على الناصح والحنابلة وَتوفيت بِدِمَشْق سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وست مائَة فِي دَار العقيقي التيي صيرت الْمدرسَة الظَّاهِرِيَّة ودفنت بمدرستها تَحت القبو وَلَقِيت العالمة بعْدهَا شَدَائِد من الْحَبْس ثَلَاث سِنِين بالقلعة والمصادرة
ثمَّ تزوج بهَا الْأَشْرَف صَاحب حمص بن الْمَنْصُور وسافر بهَا إِلَى الرحبة فَتُوُفِّيَتْ هُنَاكَ سنة ثَلَاث وَخمسين وست مائَة
ولربيعة عدَّة محارم سلاطين وَهِي أُخْت سِتّ الشَّام الْآتِي ذكرهَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف السِّين وَاسْتولى الصاحب معِين الدّين بن الشَّيْخ على موجودها فَلم يمتع وعاش بعْدهَا أَيَّامًا قَلَائِل
قَالَ ابْن خلكان رَحمَه الله تَعَالَى كَانَت وفاتها بِدِمَشْق وغالب ظَنِّي أَنَّهَا جَاوَزت ثَمَانِينَ سنة
وَأدْركت من محارمها من الْمُلُوك من إخوتها وَأَوْلَادهمْ وَأَوْلَاد أَوْلَادهم أَكثر من خمسين رجلا
فَإِن إربل كَانَت لزَوجهَا مظفر الدّين والموصل لأَوْلَاد بنتهَا وخلاط وَتلك النَّاحِيَة لِابْنِ أَخِيهَا وبلاد الجزيرة الفراتية للأشرف ابْن أَخِيهَا وبلاد الشأم لأَوْلَاد إخوتها والديار المصرية والحجاز واليمن لأخوتها وَأَوْلَادهمْ
قلت أَنا فَهِيَ مثل عَاتِكَة بنت يزِيد بن مُعَاوِيَة أم الْمُؤمنِينَ زَوْجَة عبد الْملك بن مَرْوَان وَسَيَأْتِي ذكرهَا فِي حرف الْعين مَكَانَهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَمثل فَاطِمَة بنت عبد الْملك وسوف يَأْتِي ذكرهَا فِي حرف الْفَاء إِن شَاءَ الله تَعَالَى)