للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وَمن شعره من الطَّوِيل

(سرى واصلاً طيف الْكرَى بَعْدَمَا صدا ... فَهَل خطأ أبدى الزِّيَارَة أَو عمدا)

(وَلما أَتَى عطلاً من الدّرّ جيده ... نظمت دموعي فَوق لباته عقدا)

وَمِنْه من المتقارب

(لَعَلَّ سنا البارق المنجد ... يخبر عَن سَاكِني ثهمد)

(وَيَا حبذا خطرةٌ للنسيم ... تجدّد من لوعة المكمد)

)

(وَفِي ذَلِك الْحَيّ خمصانةٌ ... لَهَا عنق الشادن الأجيد)

(تتيه بغرة بدر التَّمام ... وسالفة الرشأ الأغيد)

(وتلحف عطف قضيب الْأَرَاك ... رِدَاء من الأسحم الأجعد)

(أعاذل أنحيت لوماً عَليّ ... تروح بعذلك أَو تغتدي)

(ففضلي يبكي على نَفسه ... بكاء لبيدٍ على أَرْبَد)

(فَلَا تيأسن بمطل الزَّمَان ... فَإِنِّي مِنْهُ على موعد)

(وَلَا تشك دهرك إِلَّا إِلَيْك ... فَمَا فِي الْبَريَّة من مسعد)

(وَلَا تغترر بعطاء اللئام ... فقد ينضح المَاء من جلمد)

وَقد سَاق الْعِمَاد الْكَاتِب فِي الخريدة قِطْعَة جَيِّدَة من ترسله فِي تهانٍ وتعازٍ وَغير ذَلِك

٣ - (الطَّبِيب الْمصْرِيّ)

الْحسن بن زيرك كَانَ طَبِيبا بِمصْر أَيَّام أَحْمد بن طولون يَصْحَبهُ فِي الْإِقَامَة فَإِذا سَافر صُحْبَة سعيد بن نوقيل الْآتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى

وَلما توجه أَحْمد بن طولون إِلَى دمشق فِي شهور سنة تسع وَمِائَتَيْنِ وامتد مِنْهَا إِلَى الثغور لإصلاحها وَدخل أنطاكية أَكثر من اسْتِعْمَال لبن الجاموس فَأَدْرَكته هيضةٌ لم ينجع فِيهَا معالجة سعيد بن نوقيل وَعَاد بهَا إِلَى مصر وَهُوَ ساخطٌ على سعيد فَلَمَّا دخل الْفسْطَاط أحضر الْحسن بن زيرك وشكا إِلَيْهِ من سعيد فسهل عَلَيْهِ ابْن زيرك أَمر علته وأعلمه أَنه يَرْجُو لَهُ السَّلامَة فَخفت عَنهُ بالراحة والطمأنينة وهدوء النَّفس واجتماع الشمل وَحسن الْقيام وبر الْحسن وَكَانَ يسر التَّخْلِيط مَعَ الْحرم فازدادت ثمَّ دَعَا الْأَطِبَّاء ورغبهم وخوفهم وكتمهم مَا أسلفه من سوء التَّدْبِير والتخليط واشتهى على بعض حظاياه سمكًا قريساً فأحضرته إِيَّاه سرا فَمَا تمكن من معدته حَتَّى تتَابع الإسهال فأحضر ابْن زيرك فَقَالَ لَهُ أَحسب الَّذِي سقيتنيه الْيَوْم غير صَوَاب فَقَالَ يَأْمر الْأَمِير بإحضار الْأَطِبَّاء إِلَى دَاره فِي غَدَاة كل يَوْم حَتَّى يتفقوا على مَا يَأْخُذهُ فِي كل كل يَوْم وَمَا سقيتك تولى عجنه ثقتك وجميعها يفِيض الْقُوَّة الماسكة فِي معدتك وكبدك فَقَالَ أَحْمد وَالله لَئِن لم تنجعوا فِي تدبيركم لَأَضرِبَن أَعْنَاقكُم

<<  <  ج: ص:  >  >>