سعيد الْمَعْرُوف بحرقوص فِي كِتَابه وَقَالَ كَانَ شَاعِرًا مفلقاً مطبوعاً مجّوداً ومزاحاً محسناً ومتغزّلاً مرققاً إِلَّا أَن الْخَاصَّة الَّتِي فِيهَا)
برع والمنزلة الَّتِي بهَا فاق وَالْحَالة الَّتِي لَا يشق فِيهَا غباره وَلَا يصطلى فِيهَا ناره الهجاء فإنّه انْفَرد فِيهِ ببدائع لم يسْبق إِلَيْهَا لأنّه كَانَ كَاتبا لبَعض مُلُوك بلدنا خَاصّا بِهِ فاتهمه فِي بعض الْمَوَاضِع الَّتِي كَانَ فِيهَا بِأَنَّهُ كتب لأهل الْبَلَد كتابا بِخَط يَده يرفع بِهِ عَلَيْهِ ويستعفي مِنْهُ فَأمر بتجريده وضربه خَمْسمِائَة سَوط ثمَّ أَمر فجرّ بِرجلِهِ إِلَى بعض الْمَزَابِل وهم يظنّونه مَيتا فأفاق وَسَار إِلَى بعض الْمُلُوك واستجار بِهِ ثمَّ ابْتَدَأَ يهجو ثمَّ إِن ذَلِك الْملك كتب يَطْلُبهُ من مَكَانَهُ وَحمله فلمّا دخل القاصد تِلْكَ الْبَلَد وجده وَالنَّاس منصرفون من جنَازَته وَمن قصائده فِي الهجو الَّتِي هِيَ أم الأهاجي ومنفذة القوافي
(تولّى الندى وَالْفضل والجود أجمع ... وودّع دهر الصَّالِحين وودعوا)
(فَللَّه محزون ترقرق دمعه ... على سلفٍ مَا إِن لَهُ الدَّهْر مرجع)
(ألم تَرَ أَن الْخَيْر فَارق أَهله ... إِلَى معشرٍ يحمى لديهم وَيمْنَع)
مِنْهَا
(أَلا لَيْتَني صفر من الْعلم وافر ... من الْجَهْل والعّي الَّذِي هُوَ أَنْفَع)
(أدل بأيرٍ يحزئل بِرَأْسِهِ ... عسيب كأرزب القصارة أتلع)
(طَوِيل إِذا استذرعته كَانَ طوله ... ذراعك تتلوه أَصَابِع أَربع)
(كَأَنِّي إِذا استلقيت لِلظهْرِ وارتقى ... وشال بِحجر الثَّوْب فلك مقلّع)
(كَأَنِّي خباء حِين قُمْت منصّبٌ ... يمدّ بحبلٍ من أمامٍ وَيرْفَع)
(فيبصر قومٌ أنّه حَاز غَايَة ... فَمَا لمناهم خلفنا متطلع)
(ويقتطعوه إِن أَتَى فَوق قدرهم ... على قدر مَا فِيهِ سداد ومقنع)
(وأبلغ من دنياي جاهاً ورفعةً ... وأخفض فِي الدُّنْيَا أُنَاسًا وَأَرْفَع)
مِنْهَا
(يجول كَمَا جالت على السّقف هرةٌ ... تنادي جهاراً نائكيها وَتجمع)
وسَاق ابْن حرقوص هَذِه القصيدة وَهِي تِسْعَة وَتسْعُونَ بَيْتا اقتصرت مِنْهَا على هَذَا الْقدر
٣ - (أَحْمد بن هَارُون)
٣ - (ابْن هَارُون الرشيد الْمَعْرُوف بالسبتي)
أَحْمد بن هَارُون الرشيد ابْن الْمهْدي ابْن الْمَنْصُور العباسي الْمَعْرُوف بالسبتي الزَّاهِد عرف)
بِهَذِهِ النِّسْبَة لأنّه كَانَ لَا يظْهر إِلَّا يَوْم السبت