للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٣ - (القَاضِي النَّخعِيّ)

شريك بن عبد الله بن أبي شريك الْحَارِث بن أَوْس القَاضِي أَبُو عبد الله النَّخعِيّ الْكُوفِي الْفَقِيه أحد الْأَعْلَام مولده سنة خمس وَتِسْعين وَتُوفِّي فِيمَا قيل سنة سبع وَسبعين وَمِائَة قَالَ أَبُو دَاوُد شريك ثِقَة يخطى على الْأَعْمَش وَقَالَ مُعَاوِيَة بن صَالح سَأَلت ابْن حَنْبَل عَنهُ فَقَالَ كَانَ عَاقِلا صَدُوقًا مُحدثا عِنْدِي وَكَانَ شَدِيدا على أهل الريب والبدع وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِهِ بَأْس قَالَ لشيخ شمس الدّين اسْتشْهد بِهِ البُخَارِيّ وَخرج لَهُ مُسلم مُتَابعَة وَاحْتج بِهِ النَّسَائِيّ وَغَيره وروى لَهُ الْأَرْبَعَة دخل على الْمهْدي فَقَالَ لَهُ لَا بُد لَك من إِحْدَى ثَلَاث إِمَّا أَن تلِي الْقَضَاء أَو تؤدب أَوْلَادِي وتحدثهم أَو تَأْكُل عِنْدِي أَكلَة فَقَالَ الْأكلَة أخف عَليّ فَعمل لَهُ ألوان الْأَطْعِمَة من المخ الْمَعْقُود بالسكر فَأكل فَقَالَ الطباخ لَيْسَ يفلح بعْدهَا قَالَ فَحَدثهُمْ بعد ذَلِك وعلمهم الْعلم وَولي الْقَضَاء وَلَقَد كتب لَهُ برزقه على الصَّيْرَفِي فمطله وَقَالَ إِنَّك لم تبع بِهِ بزاً فَقَالَ بل وَالله بِعْت بِهِ ديني وَيُقَال إِنَّه قَالَ مَا وليت الْقَضَاء حَتَّى حلت لي الْميتَة ذكر مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان عِنْده وَوصف بالحلم فَقَالَ شريك لَيْسَ بحليم من سفه الْحق وَقَاتل عَليّ بن أبي طَالب وَخرج يَوْمًا إِلَى أَصْحَاب الحَدِيث ليسمعوا عَلَيْهِ فشموا مِنْهُ رَائِحَة النَّبِيذ فَقَالُوا لَهُ لَو كَانَت هَذِه الرَّائِحَة منا لاستحيينا فَقَالَ لأنكم أهل رِيبَة وَكَانَ عادلاً فِي قَضَائِهِ كثير الصَّوَاب سريع الْجَواب قَالَ لَهُ رجل مَا تَقول فِيمَن أَرَادَ أَن يقنت فِي الصُّبْح قبل الرُّكُوع فقنت بعده قَالَ هَذَا أَرَادَ أَن يُخطئ فَأصَاب وَكَانَ لَهُ جليس من بني أُميَّة فَذكر شريك فِي بعض الْأَيَّام فَضَائِل عَليّ رَضِي الله عَنهُ فَقَالَ ذَلِك الرجل نعم الرجل عَليّ فأغضبه ذَلِك)

وَقَالَ ألعلي يُقَال نعم الرجل فَأمْسك حَتَّى سكن غيظه ثمَّ قَالَ يَا أَبَا عبد الله ألم يقل الله تَعَالَى فِي الْإِخْبَار عَن نَفسه فقدرنا فَنعم القادرون وَقَالَ فِي أَيُّوب إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نعم العَبْد وَقَالَ فِي سُلَيْمَان وَوَهَبْنَا لداود سُلَيْمَان نعم العَبْد أَفلا ترْضى لعَلي مَا رَضِي الله بِهِ لنَفسِهِ ولأنبيائه فَتنبه شريك عِنْد ذَلِك لوهمه وزادت مكانة الْأمَوِي عِنْده

<<  <  ج: ص:  >  >>