(رامَ بِي جَهْلاً وجَهْلاً بِأبي ... يُدخِلُ الأفْعَى إلىَ خِيس الأسَدِ)
فَضَحِك هِشَام وَقَالَ لَو فعلت بِهِ شَيْئا لَمْ أنكر عَلَيْكَ
وَمن شعره من الْكَامِل
(بَرج الخَفاءُ فأيّ مَا بِكَ تكتُمُ ... ولسَوْفَ يَظْهَر مَا تُسِرُّ فيُعْلَمُ)
(حُمَّلْتَ سُقْماً عَنْ عَلائِقِ حُبِّها ... والحُبُّ يَعْلَقُهُ الصَحِيحُ فَيَسْقَمُ)
(عُلْوِيَّةٌ أمْسَتْ وَدُونَ مَزارِها ... مِضْمارُ مِصْرَ وَعَائِذٌ والقُلْزُمُ)
(قَالَتْ وماءُ العَينِ يَغْسِلُ كُحْلَها ... عِنْد الفِراقِ بِمُسْتَعلَّ يَسْجُمُ)
(يَا لَيْتَ أنَّكَ يَا سَعيدُ بِأرْضِنا ... تُلْقي المَراسِيَ ثاوياً وتُخَيِّمُ)
(لَا تَرْجعَنَّ إِلَى الحِجازِ فَإنَّهُ ... بَلَدٌ بِهِ عَيْشُ الكَرِيمِ مُذَمَّمُ)
(وَهَلُمَّ جَاوِرْنا فَقُلْتُ لَهَا اقْصري ... عيشي بِطَيْبَةَ وَيْحَ غَيِرْكِ أنْعَمُ)
(إنَّ الحَمامَ إِلَى الحِجازَ يَشُوقنِي ... وَيهِيجُ لِي طَرَباً إِذا يَتَرَنَّمُ)
(وَالبَرْق حِين أشِيمُه مَتَيَامِناً ... وَجَنائِب الأرْواحِ حِين تُنَسِّمُ)
(لَوْ لَحَّ ذُو قَسَمٍ عَلىَ أنْ لَم يَكُنُ ... فِي الناسِ مُشْبِهُها لبَرَّ المُقْسِمُ)
٣ - (أَبُو عُثْمَان الْقرشِي الْأمَوِي)
سعيد بن عبد الرَّحْمَن بن عتاب بن أسيد بن أبي الْعيص بن أُميَّة بن عبد شمس أَبُو عُثْمَان الْقرشِي الْأمَوِي من أهل الْبَصْرَة كَانَ جواداً ممدَّحاً وَفد عَلَى سُلَيْمَان بن عبد الْملك فلمّا رَآهُ من بعيد نَادَى من الْكَامِل
(إنّي سَمِعْتُ من الصَباحِ مُنادِياً ... يَا مَن يُعِينُ عَلَى الفَتَى المِعوانِ)
فَأعْطَاهُ خَمْسَة آلَاف ألف وَفِيه يَقُول الرَّاعِي النميريّ من الْبَسِيط
(لَوْلَا سَعيدٌ أُرَجّي أنْ أُلاقِيَهُ ... مَا ضَمَّني فِي سَوادِ البَصرْةِ الدُورُ)
(الواهِبُ البَخْتَ خُضْعاً فِي أزِمَّتِها ... والبِيضَ فَوْقَ تَراقِيها الدنانِيرُ)
)
وَقَالَ لَهُ أَيْضا من الْبَسِيط
(أَنْتَ ابنُ فَرْعَي قُرَيْشٍ لَوْ تُقايِسُها ... مَجْداً لَصارَ العَرْضُ والطُولُ)
(إِذا ذكرتُك لَمْ أهْجَعْ بِمَنْزِلَةٍ ... حَتّى أقولَ لأصْحابي بِهَا زُرلوا)
فَأعْطَاهُ ثَلَاثَة آلَاف دِينَار