للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يلين الْعُضْو بالأدهان ولاطفه إِلَى وَقعت الْحَصَاة فِي الْيَوْم الثَّالِث وَقيل إنّ وَزنهَا خمس مَثَاقِيل وَقيل كَانَتْ أكبر من نوى الزَّيْتُون فلمّا دخل النَّاصِر الحمّام أَمر بِأبي نصر أَن يُخل مَعَه إِلَى دَار الضَّرْب وَيحمل من الذَّهَب مَا يقدر عَلَيْهِ ثُمَّ أَتَتْهُ من ولدّي الإِمَام ألفا دِينَار وَمن نجاح الشرابي ونصير الدّين ابْن مهْدي الْوَزير وَمن أمّ الْخَلِيفَة ثَلَاث آلَاف دِينَار وَمن الْأُمَرَاء وَالنَّاس شَيْء كثير وقرّر لَهُ الجتامكيّة السنيّة والراتب الوافر وداوى النَّاصِر مرّات عديدةً وشفاه وَأخذ فِي كلّ مرّة جملَة من الذَّهَب وَالْخلْع وَلَهُ كتاب الاقتضاب عَلَى طَرِيق الْمَسْأَلَة وَالْجَوَاب

٣ - (أَبُو الْغَنَائِم الْكَاتِب)

سعيد بن حَمْزَة بن أَحْمد بن الْحسن بن محمّد بن مَنْصُور بن الْحَارِث بن شارخ النيلي أَبُو الْغَنَائِم الْكَاتِب توفيّ سنة ثَلَاث عشرَة وستّ مائَة وَكَانَ كَاتبا يتصرّف فِي الْأَعْمَال ويترسّل)

وَسمع شَيْئا من الحَدِيث وَمن شعره من الطَّوِيل

(لَقَدْ هَجَرَتْنِي أُمُّ هاجرَ وَابْتَدَتْ ... تَقُولُ لَقَدْ خابَتْ لَنَا فِيمَ أمْثَالُ)

(رَأتْ رَجُلاً أعْشَى مُسِنّاً وَما بِهِ ... حراكٌ وَقَد أرْدَاهُ بُوْسٌ وَإقلالُ)

(وَمَنْ جاوَزَ التِسعينَ عَاما تعدّ لَهُ ... بُرود قُواه رَنًّةً وَهِي أَسْمالُ)

(ولمّا رَأَتْ شَيْبي وَفَقْرِي تَنَكَّرَتْ ... وصَدَّتْ وَحَالَتْ حِينَ حَالَتْ بِي الحالُ)

(وَمَاذا علىَ مِثْلي مُحِبٌّ وَمَا لَهُ ... شَفِيعٌ إِلَيْهَا لَا شَبابٌ وَلَا مَالٌ)

٣ - (الْأَمِير الطُبيري صَاحب منورقة)

سعيد بن حكم بن سعيد بن حكم الْأَمِير أَبُو عُثْمَان الْقرشِي الطُبري الْمعَافِرِي مولده بطُبيرة من غرب الأندلس فِي حُدُود الستّ مائَة توفيّ سنة ثَمَانِينَ وست مائَة قَرَأَ بإشبيليّة الموطّأ عَلَى أبي الْحُسَيْن بن زرقون واشتغل عَلَى الشلويين وَكَانَ محدّثاً أديباً كَاتبا رَئِيسا نزل جَزِيرَة منورقة وَكَانَ حسن السياسة فقدّمه أَهلهَا وأمرّوه عَلَيْهِم فدبّر أمرهَا إِلَى أَن مَاتَ وَأَجَازَ لمن أدْرك حَيَاته كَذَا قَالَ ابْن عمرَان الْحَضْرَمِيّ وَولي بعده الحكم وَلَده ثُمَّ قَصده الفرنج ودام الْحصار مدّةً ثُمَّ أخذُوا الْبَلَد سنة خمس وَثَمَانِينَ وَقدم هُوَ سبتة وَكَانَ الْأَمِير أَبُو عُثْمَان فِي أوّل أمره قَدْ تعلّق بشغل دَاوُد بن الخشّاب وتصرّف فِي إفريقيّة وَغَيرهَا إِلَى أَن صَار مشرفاً فِي جَزِيرَة ميورقة فِي مدّة بني عبد الْمُؤمن فلمّا احتلّت دولتهم بالأندلس وَأخذ عُبّادُ الصَّلِيب جَزِيرَة ميورقة وَهِي الْقرب مِنْهَا دارى أَبُو عُثْمَان عَن جَزِيرَة منورقة وصانعهم عَلَيْهَا وخطب لنَفسِهِ فاستمرّ لَهُ ذَلِكَ وَصَارَ مَقْصُودا ممدّحاً وفدى كثيرا من الشُّعَرَاء والأدباء من الْأسر فإنّ كلّ من حصل فِيهِ وخاطبه بنظم أَو

<<  <  ج: ص:  >  >>